الذكاء الاصطناعي في الإمارات
سلط تقرير نشره موقع «إنفستينج.كوم» الضوء على الطموحات الكبيرة لدولة الإمارات في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث تُعتبر الإمارات قوة صاعدة تسهم في تصميم مستقبل الخريطة الرقمية العالمية في هذا المجال.
التطور التكنولوجي في الإمارات
أشار التقرير إلى أن الإمارات تنتقل بسرعة نحو أن تصبح مركزًا عالميًا للذكاء الاصطناعي، مستفيدة من استثمارات ضخمة في البنية التحتية، وشراكات استراتيجية مع الشركات التكنولوجية الرائدة على مستوى العالم. تتبنى الإمارات أجندة وطنية طموحة تهدف إلى دمج الذكاء الاصطناعي عبر مختلف القطاعات، بما في ذلك الحكومة، التعليم، الرعاية الصحية، والأمن.
في قلب هذه الجهود يوجد «مشروع ستارجيت الإمارات» في أبوظبي، الذي يمثل مجمعاً فائقاً للذكاء الاصطناعي، قادرًا على منافسة مراكز البيانات الأكثر تقدمًا في العالم. وهذا يعتبر خطوة ضمن رؤية أكبر، حيث أسفرت اتفاقيات رفيعة المستوى مع الإمارات في مايو 2025 عن تركيز كبير على الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية السحابية.
مع صعود شركات محلية مثل «جي 42»، تسعى الإمارات لتحقيق دور ريادي في المجال الرقمي عبر إقامة روابط قوية مع عمالقة التكنولوجيا مثل «أوبن إيه آي»، «مايكروسوفت»، «إنفيديا»، و«أوراكل». من خلال التركيز على الوصول إلى الحوسبة عالية الأداء، تهدف الإمارات إلى ترسيخ مكانتها كوجهة مفضلة للراغبين في الحصول على قدرات ذكاء اصطناعي متقدمة.
تحدد «الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي 2031» الخطط لدمج الذكاء الاصطناعي في الإدارة العامة والتنمية الاقتصادية، بينما بدأت الوزارات في تطبيق أدوات الذكاء الاصطناعي ضمن عملياتها الأساسية. كما تم تعديل المناهج التعليمية لتشمل محو الأمية في هذا المجال، مما يعكس الالتزام بالاستفادة من التقنيات الناشئة.
تركز الإمارات على تحقيق إنجازات استراتيجية سريعة من خلال بناء بنية تحتية عالمية المستوى وإقامة شراكات مع الشركات التكنولوجية المتقدمة. ليس فقط كمستهلك للذكاء الاصطناعي، بل كدولة قادرة على تمكين مستقبله.
تدعم رؤية الإمارات في الذكاء الاصطناعي أيضًا من خلال قدرتها على تأسيس شراكات دولية متميزة. من خلال مزيج من الدبلوماسية والانفتاح التجاري، تعزز الإمارات التعاون مع شركات التكنولوجيا الرائدة. مثال على ذلك هو العلاقة بين «جي 42» والشركات الأمريكية الكبرى.
في أبريل 2024، أعلنت «مايكروسوفت» عن استثمار ضخم في «جي 42»، مما يمنحها الوصول إلى البنية التحتية لـ«ستارجيت». سيكون هذا الاستثمار مترافقًا مع ضمان التزام الشركتين بالامتثال لقوانين الولايات المتحدة المتعلقة بتصدير التكنولوجيا وأمن المعلومات. ستكون «مايكروسوفت» أيضًا الشريك السحابي المفضل لـ«جي 42»، ما يدمج البنية التحتية الإماراتية ضمن استراتيجيتها العالمية.
تعكس هذه الشراكة تفهمًا متزايدًا بأن تطوير الذكاء الاصطناعي يتطلب تعاونًا دوليًا قويًا، لاسيما عندما يتعلق الأمر بالموارد الحاسوبية الشاملة. كما يعزز التعاون مع «أوبن إيه آي» دور الإمارات في الساحة العالمية للذكاء الاصطناعي. تخطط «أوبن إيه آي» لاستخدام بنية «ستارجيت» لمعالجة أعباء عمل تدريب النماذج الكبيرة.
بالنسبة للولايات المتحدة وشركاتها، توفر الإمارات بيئة سياسية مستقرة وموارد غنية، مما يسهل نشر الحوسبة عالية الأداء دون التحديات اللوجستية الكثيرة التي تواجهها في مناطق أخرى. من جانبها، تعزز هذه الشراكات مع شركات كبرى مثل «مايكروسوفت» و«أوبن إيه آي» و«إنفيديا» من قدرة الإمارات على الوصول إلى أحدث التقنيات وتعزيز مكانتها كحليف موثوق في التعامل مع البنية التحتية الحيوية ذات الأبعاد العالمية.