توافد الحجاج إلى عرفات لأداء الركن الأعظم
واصل حجاج بيت الله الحرام تدفقهم إلى صعيد عرفات لأداء الوقفة الكبرى، التي تعد الركن الأساسي في فريضة الحج. وقد أكدت المملكة العربية السعودية أن عدد الحجاج القادمين من خارج البلاد لهذا العام تجاوز 1.5 مليون حاج، بالإضافة إلى نصف مليون حاج من الداخل، مما يؤكد على المكانة الدينية والروحانية لموسم الحج. وفي اليوم الأربعاء، توجه الحجاج إلى مشعر منى لتادية يوم التروية، حيث يقضون الليل هناك استعدادًا للوقوف في عرفة يوم الخميس.
مظاهر التيسير للحجاج
كشف المتحدث الرسمي لوزارة الحج والعمرة، غسان النويمي، أن تسهيل خدمة الحجاج يعتبر أولوية قصوى والتزام تاريخي من الحكومة السعودية. وقد جندت السلطات السعودية أفرادها لتوفير خدمات أمنية وطبية وتموينية ووسائل نقل متطورة، مما يساعد الحجاج على أداء مناسكهم في أجواء مليئة بالروحانية والطمأنينة.
مع انطلاق موسم الحج لهذا العام، تمت تعزيز الإجراءات الوقائية لمواجهة حر الصيف القاسي. ففي الموسم السابق، تعرض 1301 شخص للوفاة بسبب درجات الحرارة التي وصلت إلى 51.8 درجة مئوية. بينما سجلت درجة حرارة هذا الأسبوع أكثر من 40 درجة مئوية، مما يتطلب اتخاذ الاحتياطات اللازمة. وقد حثت وزارة الصحة السعودية الحجاج على تجنب التعرض لضربات الشمس والإجهاد، وضرورة استخدام المظلات أثناء التنقل، وشرب الماء بشكل منتظم حتى في غياب الشعور بالعطش.
وفي سياق متصل، عبر متحدث وزارة الصحة، خالد آل طالع، عن الحالة الصحية العامة للحجاج بأنها مطمئنة ومُستقرة، مشيرًا إلى أن المنظومة الصحية قد تم رفع مستوى جاهزيتها بشكل شامل خلال موسم الحج. وبلغت القدرة الاستيعابية للمنشآت الصحية زيادة بنسبة 60% مقارنة بالعام الماضي، مع مشاركة أكثر من 50 ألف كادر طبي وفني مخصص لرعاية ضيوف الرحمن وتقديم أفضل الخدمات الطبية لهم.
بهذا الشكل، يعكس موسم الحج هذا العام الاستعدادات الكبيرة والتعاون بين مختلف الجهات المعنية لضمان سلامة وراحة الحجاج، مما يسهم في تعزيز التجربة الروحية والدينية للكثيرين.