بعد انقطاع دام لأكثر من 12 عامًا، حطت طائرة تابعة لشركة “فلاي ناس” السعودية في سماء العاصمة السورية دمشق صباح اليوم، في خطوة تعيد الرحلات الجوية المباشرة بين السعودية وسوريا.
عودة الرحلات المباشرة بين الدولتين
شهدت الرحلة لحظة مؤثرة تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث ألقى قائد الطائرة كلمة للركاب عبر الإذاعة الداخلية للطائرة أثناء تحليقها في الأجواء السورية، فقال: “ركابنا الأعزاء، ها نحن نحلق مجددًا فوق سماء سوريا بعد فترة طويلة من الانقطاع، نعود إلى دمشق الحبيبة بعد غياب طال، ونرافقكم إلى أرض تنبض بالذكريات والحنين”. وأضاف: “طائرتكم تعانق سماء دمشق، وقلوبنا تسبقها شوقًا لهوائها وجمالها وتراثها العميق”. وعند وصول الطائرة إلى مطار دمشق الدولي، حصلت على استقبال رسمي مميز، حيث تم تحيتها برشاشات الماء وسط أجواء من الترحيب الحار من قبل موظفي المطار.
استئناف الرحلات الجوية إلى سوريا
أعلنت الشركة حديثًا عن بدء تشغيل رحلات مباشرة بين الرياض ودمشق اعتبارًا من 5 يونيو، وذلك في إطار خطة توسع تهدف إلى تعزيز الروابط الإقليمية ومواجهة الطلب المتزايد من الجالية السورية في المملكة. يُقدّر عدد السوريين المقيمين في السعودية بنحو 449 ألفًا وفقًا لتعداد السكان لعام 2022، مما يجعل استئناف الرحلات الجوية خطوة مهمة لتسهيل تنقل الأفراد ولَم شمل العائلات، فضلاً عن تعزيز العلاقات الثنائية بين الدولتين.
وفي تصريحات لبندر بن عبدالرحمن، الرئيس التنفيذي للشركة، عبر عن سعادته باستئناف الرحلات إلى سوريا الشقيقة، مؤكدًا أن شركة الطيران كانت دائمًا رائدة في توفير الرحلات بين البلدين، في تأكيد على التزامها بتعزيز الربط الجوي. يعود سبب انقطاع العلاقات بين السعودية وسوريا إلى عام 2012، نتيجة للحملة القمعية ضد المتظاهرين المناهضين للحكومة عقب اندلاع الحرب السورية عام 2011.
إن عودة رحلات “فلاي ناس” تعكس تحسن العلاقات الثنائية، وتفتح الباب أمام فرص جديدة للتعاون والتواصل بين الشعبين.