عملية “الأسد الصاعد”: دلالاتها وأبعادها الاستراتيجية
أطلقت إسرائيل على عمليتها العسكرية ضد إيران لقب “الأسد الصاعد”، وهو ما يتعارض مع المعايير الدولية. يحمل هذا الاسم دلالات ورموز استراتيجية متعددة تعكس الرسائل التي تسعى إسرائيل إلى إيصالها على الصعيدين الداخلي والخارجي. مستمدًا من سلوك الأسود في الغابة، يشير الاسم إلى تنافس الأسود في القوة، حيث يُهاجم الأسد الشاب الأسد الكبير والضعيف ليتولى مكانه ضمن دائرة الحياة الطبيعية.
الأسد النامي: رمزية القوة والهيمنة
تشتمل التسمية على رموز تتعلق بالقوة والتفوق، حيث يمثل الأسد رمزًا للعظمة والهيمنة في ثقافات عدة، بما في ذلك الثقافة الغربية والعبرية. من خلال اختيار هذا الاسم، تهدف إسرائيل إلى إبراز قوتها وكفاءتها في استخدام العنف كوسيلة لضمان الأمن والدفاع عن المصالح الاستراتيجية الخاصة بها. ويعبر وصف “الصاعد” عن البعد الهجومي للعملية، مما يدل على استعداد إسرائيل ليس فقط للدفاع ولكن أيضًا للاستباق والهجوم في العمق الإيراني.
بالإضافة إلى ذلك، تشكّل الرمزية الدينية والتراثية بُعدًا آخر، حيث يُعتَبَر الأسد رمزًا لقبيلة يهوذا التي تنتمي إليها الشخصية الأكثر اعتبارًا في التاريخ اليهودي، الملك داود. هذا يساهم في منح انطباع للداخل الإسرائيلي عن شرعية هذه العملية تاريخيًا ودينيًا ويعزز موقفهم الإقليمي.
إلى جانب ذلك، تسعى من خلال هذه العملية إلى إرسال رسالة سياسية عسكرية إلى إيران والدول المجاورة، مفادها أن إسرائيل تلعب دور “الحامي” لمصالح الغرب في المنطقة، وأنها لن تقف مكتوفة الأيدي في مواجهة أي تهديد. تعتبر هذه التسمية واحدة من العناصر الأساسية في السردية الإسرائيلية التي تُروّجها خلال صراعها مع إيران.
من الواضح أن دلالات العملية العسكرية “الأسد الصاعد” تعكس اعتقاد إسرائيل بأنها القوة الوحيدة التي يمكنها التحكم في الشرق الأوسط، مستندة إلى التفوق التكنولوجي العسكري والتصميم على الهيمنة. هذا يدعو القوى الإقليمية إلى التنسيق الفعّال لمواجهة هذا الفتح الإسرائيلي.
تتطلب هذه المرحلة تحفيز الجهود لتحقيق التضامن الإسلامي والعربي، وتوحيد الاستراتيجيات الدفاعية، وتطوير وسائل الإعلام لمواجهة الروايات الإسرائيلية. ويجب العمل على الضغط الدولي لوقف الدعم غير المحدود لإسرائيل من القوى الغربية.
اترك تعليقاً