أحلام الأمهات: رحلة أمومة اللاعبات في السعودية

دور الرياضة في حياة اللاعبات المتزوجات والأمهات

تتأمل الكثير من الجماهير الرياضية، خاصة النسائية، في صورة اللاعبات حول العالم، حيث يعتقد العديد منهم أن لاعبات كرة القدم غير مرتبطات بحياة أسرية وزوجية. والاعتقاد الشائع هو أن هذه الرياضة تمنعهن من الإنجاب بسبب التغيرات الجسدية والهرمونية التي تحدث بعد الولادة، مما يتسبب في تراجع مستواهن اللياقي وقدرتهن على اللعب كمنافسات في السابق. في هذا السياق، توضح الدكتورة نوال عمر، استشارية النساء والولادة والمختصة في الرياضة النسائية، أن السيدات بإمكانهن ممارسة الرياضة بعد فترة التعافي تمامًا من الحمل والولادة، وأنه ينبغي عليهن العناية بأجسادهن بشكل أكبر، خصوصًا إذا كن لاعبات رياضيات في كرة القدم، من خلال اتباع نظام غذائي صحي.

التوازن بين الأمومة والاحتراف الرياضي

تشير الدكتورة نوال إلى أن هناك العديد من اللاعبات المحترفات عالميًا الذين تزوجن ورزقن بأطفال وعُدن للعب مرة أخرى. ومن بين هؤلاء اللاعبات، نجد تشينا ماثيوز، المهاجمة السابقة للمنتخب الجاميكي، وألموث شولت، حارسة مرمى المنتخب الألماني، فضلاً عن الأمريكية كريستال دان والأيسلندية سارة بيورك جونارسدوتير. كما يتمثل الجهد الملحوظ من قبل اتحاد لاعبي كرة القدم المحترفين في إصدار دليل مكون من 48 صفحة لدعم اللاعبات وأسرهن، حيث يتناول كيفية التعامل مع مرحلة الحمل والعودة للعب بعد الولادة بشكل أفضل. وقد أُطلق على هذا الكتيب عنوان “دليل العودة للعب بعد الولادة”، بعد أن أظهر الاتحاد الحاجة إلى توعية أكبر حول هذا الموضوع في عالم كرة القدم الاحترافية.

تؤكد الدكتورة نوال أن هذا الدليل ينص على أن لاعبات كرة القدم يمكنهن الزواج والحمل والإنجاب والرضاعة الطبيعية، حيث يمكنها أن تتمتع بفترة راحة تمتد بين عامين ونصف إلى ثلاثة أعوام بعد الزواج، مما يعد انقطاعًا عن عالم كرة القدم. بعد فترة التعافي من الولادة، يمكن للاعبة البدء في ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة الملائمة لها استعدادًا للعودة التدريجية للملاعب، من خلال برنامج تأهيلي تمت إعداده من قبل المدربة البدنية قبل انضمامها رسميًا للفريق.

تختتم الدكتورة نوال حديثها بالتأكيد على أن الأندية العالمية، عند طلب اللاعبات إجازات الحمل والأمومة، أحيانًا تقوم بخفض أو إيقاف رواتبهن، ولكنهن يحصلن على اهتمام ورعاية من محكمة كرة القدم في الاتحاد الدولي. واستطاعت العديد منهن استعادة رواتبهن المتأخرة بعد مطالبات قانونية. والجدير بالذكر أن بعض اتحادات كرة القدم حول العالم أدرجت في عقود اللاعبات بنودًا تحدد حقوقهن المتعلقة بالحمل والإنجاب والأمومة، مما يضمن حقوق كلا الطرفين بشكل عادل.