هل استخدمت إسرائيل تطبيق واتساب للتجسس على إيران؟

إيران تأمر بحذف واتساب بسبب مزاعم جمع البيانات

أصدرت السلطات الإيرانية توجيهات لمواطنيها بضرورة حذف تطبيق المراسلة المعروف «واتساب» من أجهزة الهواتف الذكية. وقد اتهمت السلطات التطبيق، دون تقديم أدلة ملموسة، بجمع البيانات الشخصية للمستخدمين وإرسالها إلى إسرائيل، مما أثار جدلاً واسعاً حول مصداقية هذه الادعاءات.

اتهامات ضد تطبيق المراسلة

من جانبها، سارعت شركة «واتساب»، التابعة لشركة «ميتا» (المعروفة سابقاً باسم «فيسبوك»)، إلى نفي تلك الاتهامات بشكل قاطع، مؤكدة في بيانها أنها قلقة من هذه التقارير الكاذبة التي يمكن أن تستخدم كذريعة لحظر خدماتها في وقت تحتاج فيه الناس للتواصل أكثر من أي وقت مضى. وأشارت الشركة إلى أنها لا تتعقب مواقع المستخدمين، كما أنها لا تستطيع الاطلاع على الرسائل الشخصية التي يتم تبادلها بين المستخدمين.

تبقى مسألة صحة الاتهامات الموجهة من قبل السلطات الإيرانية قيد الشك، حيث أن عدم تقديم أدلة ملموسة من قبلها يزيد من صعوبة التحقق من صحة هذه المزاعم بشكل مستقل. على الرغم من أن «واتساب» يعرف بتقديمه حماية قوية للخصوصية من خلال تقنية التشفير من طرف إلى طرف، إلا أنه لا يزال عرضة للهجمات الإلكترونية المتطورة.

اشتهرت تطبيق «واتساب» في عام 2019 بكونه هدفًا لعمليات اختراق من قبل شركة NSO Group الإسرائيلية، التي استفادت من ثغرات أمنية في التطبيق لاختراق أكثر من 1400 حساب، بما في ذلك حسابات صحفيين ونشطاء سياسيين ومسؤولين حكوميين بواسطة برنامج التجسس المعروف باسم «بيغاسوس». وفي الشهر الماضي، تم الحكم على الشركة بدفع تعويض قدره 170 مليون دولار لصالح «واتساب» و«ميتا» بسبب تلك الهجمات.

في الوقت نفسه، أفادت تقارير حديثة بأن شركة إسرائيلية أخرى تُدعى Paragon Solutions قامت باستهداف حوالي 100 حساب من «واتساب» باستخدام تقنيات تجسس متطورة، تمكنت من الاطلاع على الرسائل بعد فك تشفيرها. وتستخدم معظم هذه الهجمات تكتيك معروف باسم «التصيد الاحتيالي الموجّه»، الذي يستهدف أشخاصًا بعينهم برسائل معينة أو ملفات خبيثة تخدعهم لتحميل برامج تجسس.

قد تتضمن الرسائل الخبيثة محتوى يبدو وكأنه صادر عن زميل موثوق أو جهة رسمية، مثل طلبات مراجعة مستندات بصورة عاجلة أو إعادة تعيين كلمات المرور، مما يدفع المستخدم للنقر على روابط مزيفة أو تحميل برمجيات خبيثة على الأجهزة الخاصة بهم.

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *