فوردو: جبل الهلاك في البرنامج النووي الإيراني
يُطلق عسكريون إسرائيليون على منشأة فوردو النووية الإيرانية لقب “جبل الهلاك”، نظراً لتحصيناتها القوية وعمقها الذي يصل إلى نصف كيلومتر تحت جبل، حيث تحاط بأنظمة دفاع جوي متطورة. تقع هذه المنشأة بالقرب من مدينة قم القديمة، المعروفة بتوجهاتها الدينية.
جبل الهلاك: مركز النشاط النووي الإيراني
تعتبر طهران فوردو، وعلى الرغم من اعترافها بالهجمات التي تعرضت لها، رمزاً لرغبتها في حماية برنامجها النووي. وقد تم تصميم هذا البرنامج ليكون قادراً على الصمود أمام هجوم شامل، مع الاحتفاظ بأعداد كافية من أجهزة الطرد المركزي واليورانيوم العالي التخصيب، ما يمكّنها من إنتاج أسلحة نووية محتملة أو الوصول إلى مستوى الاختراق النووي كما ذكرت بعض التقارير.
أشارت تقارير حديثة إلى أن فوردو بُنيت تحت صخور صلبة وجدران خرسانية مسلحة تجعلها محصنة ضد معظم الأسلحة التقليدية المتاحة حالياً. هذا يعكس قلقاً استراتيجياً يسيطر على إيران. ووفقا لأحد الباحثين في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، فإن فوردو تمثل جوهر الأنشطة النووية الإيرانية.
تحليل من معهد العلوم والأمن الدولي أظهر أن القاعات تحت الأرض في نطنز قد تكون غير صالحة للاستخدام نتيجة الأضرار الكبيرة التي لحقت بإمدادات الكهرباء، مما يزيد من أهمية فوردو كموقع محوري. يعتقد العديد من الخبراء أن فوردو سيكون هدفاً صعباً للغاية دون دعم أمريكي، نظراً لكونها محصنة بعمق كبير.
كشفت التقديرات أن منشأة فوردو قادرة على تحويل كامل مخزون إيران من اليورانيوم العالي التخصيب إلى كميات يمكن استخدامها لصنع تسع قنابل نووية في ظرف ثلاثة أسابيع. وتوقعت الدراسات أن بإمكان إيران إنتاج أول كمية من اليورانيوم المخصب في غضون يومين إلى ثلاثة، وهو ما يعكس التحديات التي تواجهها القوى الدولية في التصدي لهذا البرنامج.
تظهر الفروق بين فوردو ونطنز الكثير عن تاريخ البرنامج النووي الإيراني، حيث تم الكشف عن نطنز لأول مرة في 2003. برغم احتوائها على عدة آلاف من أجهزة الطرد المركزي، تخضع نطنز لدورات تفتيش دورية من الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتعتبر أكثر مناسبة للاستخدام المدني.
على العكس من ذلك، تم بناء فوردو بهدوء حتى تم الكشف عنها في عام 2009 في فضيحة دولية وقوبلت بانتقادات واسعة. أصبح فوردو مركزاً للجهود الدولية الرامية إلى تقويض البرنامج النووي الإيراني، مما أدى إلى فرض عقوبات مشددة وتوقيع اتفاقية عمل شاملة مشتركة في 2015 بين إيران والدول الكبرى.
ورغم الاتفاق، قامت إيران بتعزيز قدرات الطرد المركزي في فوردو بعد انفجارات نطنز في 2021، ما دفعها إلى تحويل مخزونها من اليورانيوم الأخضر إلى نسبة نقاء تبلغ 60%. هذا التطور قد يؤدي إلى أن تصبح فوردو مركزاً للجهود الإيرانية نحو اختراق نووي سريع في حال عدم تدميرها خلال أي هجمات محتملة.
اترك تعليقاً