السعودية تسجل انخفاضاً في درجات الحرارة هذا الصيف
تسجل المملكة العربية السعودية انخفاضاً ملحوظاً في درجات الحرارة خلال صيف هذا العام، حيث انخفضت بمعدل 4 درجات مئوية مقارنة بالعام الماضي. ويعود ذلك إلى تنفيذ مشاريع بيئية وخدمية متكاملة، ومنها توسيع برامج التشجير وتركيب مظلات عصرية وتقديم خدمات متميزة في المناطق الحيوية، وبالأخص في المشاعر المقدسة.
تخفيض الحرارة في موسم الحج
تعتبر هذه الخطوة جزءاً من الجهود المبذولة لتحسين جودة الحياة والتصدي لتأثيرات التغير المناخي، خصوصاً في موسم الحج الذي يشهد درجات حرارة مرتفعة عادة. وكشف مدير إدارة توقعات الطقس والمناخ في المركز الوطني للأرصاد أن أعلى درجة حرارة في مشعر عرفات هذا العام لم تتجاوز 46 درجة مئوية، في حين سجلت 50 درجة مئوية في العام الماضي. وهذا يعكس نجاح المشاريع البيئية والمعالجات المناخية التي تم تنفيذها لتخفيف أثر الحرارة القاسية.
تساهم المساحات الخضراء والمظلات الحرارية المنصوبة بشكل واسع في المناطق المقدسة في تحسين الظروف المناخية. حيث تم إجراء زراعة الآلاف من الأشجار المقاومة للجفاف ضمن مبادرة التشجير التي تتماشى مع رؤية المملكة 2030، والتي تهدف إلى تحسين المناخ المحلي وتعزيز التوازن البيئي. وتساعد هذه الأشجار في خفض درجات الحرارة بفضل قدرتها على امتصاص أشعة الشمس وتوفير الظل.
أما بخصوص المظلات الحرارية، فقد تم تصميمها بتقنيات عاكسة للحرارة، مما يقلل من درجات الحرارة المحيطة في المناطق التي يتجمع فيها الحجاج. وتستخدم هذه المظلات مواد عازلة فعالة تقاوم الإشعاع الحراري المباشر، ما يجعل الأجواء أكثر راحة وأماناً للزوار.
كما تم تعزيز بنية الخدمات العامة بتوفير وحدات تكييف متنقلة ورذاذ مياه في المناطق المزدحمة، إلى جانب توزيع مياه مبردة بشكل دوري خلال أوقات الذروة. شمل التطوير أيضاً تعاون عدة جهات حكومية لضمان تقديم الخدمات بشكل فعال، مما زاد من جاهزية المشاعر المقدسة لاستقبال الحجاج.
أوضح مدير إدارة توقعات الطقس أن هذا التحسن ليس مجرد نتيجة لعوامل مناخية طبيعية، بل هو نتيجة لتعاون استراتيجي بين مختلف الجهات الحكومية، ويمثل خطوة مهمة في الاتجاه نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة. كما أن المملكة تعمل على تقليل انبعاثات الكربون ومواجهة التحديات المناخية من خلال مبادرات مثل “السعودية الخضراء” و”الشرق الأوسط الأخضر”.
إن النجاح الذي تحقق هذا العام يعكس التزام المملكة بتوفير بيئة صحية وآمنة لكافة الحجاج والمواطنين، ويعزز السعي المستمر لبناء مستقبل أكثر استدامة. من خلال الخطط واسعة النطاق لتشجير الأراضي وإنشاء بنى تحتية تتناسب مع التغيرات المناخية، تواصل المملكة العربية السعودية تعزيز جهودها في التحول البيئي المستدام.
اترك تعليقاً