أين الموقع المثالي لمقر جامعة الدول العربية؟

لماذا الرياض هي الخيار الأنسب لمقر جامعة الدول العربية؟

باتت الرياض، عاصمة المملكة العربية السعودية، تعتبر بمثابة الخيار المنطقي والحتمي لاستضافة جامعة الدول العربية. يُطرح هذا السؤال اليوم من قبل العديد من المثقفين العرب، ويتساءل البعض: لماذا تحديدًا السعودية؟ يمكن القول إن السعودية تقدم الدعم للعديد من الدول والشعوب حول العالم، وتساهم في إغاثتهم وتحسين ظروف معيشهم بسخائها. فقد حررت وحمت ونصرت دولاً عديدة، مثل الكويت والبحرين وفلسطين ومصر واليمن ولبنان والسودان وسوريا، من خلال مواردها وقوتها. يوجد في السعودية ملايين من المواطنين والمقيمين الذين يساهمون في تطوير مجتمعاتهم، كما أنها ترعى الحرمين الشريفين وتقدم الخدمة للزوار والمعتمرين على مدى قرون.

الأداء السعودي الفعال في الساحة العربية

لعبت الرياض دورًا محوريًا في تحرير الكويت، وإنقاذ البحرين، وتعزيز الشرعية في اليمن. كما ساهمت في جمع كلمة السودانيين من خلال بيان جدة للسلام، وأعادت سوريا إلى الحضن العربي برفع العقوبات الدولية عنها بفضل جهود ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. تم توقيع اتفاقيات مهمة في الرياض بين معنية الولايات المتحدة وروسيا، كما احتضنت القمم الثلاثية والخماسية التي ضمت الدول الكبرى. بالتالي، يُطرح تساؤل: لماذا تقع جامعة الدول العربية في القاهرة (باستثناء فترة الانتقال إلى تونس) بدلًا من الرياض؟ ولماذا الأمين العام للجامعة مصري منذ تأسيسها؟

تأسست جامعة الدول العربية لتحقيق مجموعة من الأهداف الاستراتيجية، منها تعزيز الأمن الجماعي العربي، وهو ما يُعتبر أحد الركائز الأساسية للجامعة. يسعى العرب من خلال هذه المؤسسة إلى تحقيق الاستقرار والأمان في المنطقة من خلال التعاون في مجالات مثل مكافحة الإرهاب وحل النزاعات وتعزيز أمن الحدود. تعمل الجامعة أيضًا على بناء بيئة مستقرة تعزز التنمية والرفاهية لشعوب العرب.

تجدر الإشارة إلى أن الرياض تحتضن حاليًا 118 مقرًا إقليميًا لكبرى المنظمات العالمية، وتُعتبر العاصمة الاقتصادية الأولى في الوطن العربي. السعودية هي الأوْلَى في مجموعة أوبك ولها تأثير كبير فيها، وهي أيضاً الأسرع نمواً في جذب الاستثمارات. بالإضافة إلى كونها الدولة العربية الوحيدة في مجموعة العشرين، فهي تمتلك أكبر اقتصاد عربي بقيمة 1.1 تريليون دولار.

ختامًا، بعد ما قُدِّم من سرد للأدلة، تُظهر الرياض أنها الأحق في استضافة مقر جامعة الدول العربية. فهل هناك دولة عربية تتمتع بنفس القدر من القدرات لتكون لديها أمانة الجامعة؟ الإجابة واضحة؛ السعودية هي الخيار الأمثل.

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *