تنافس القوى: ترمب وماسك في مواجهة علنية
تطور التراشق العلني بين رئيس أقوى دولة في العالم، دونالد ترمب، وأحد أباطرة المال البارزين في الولايات المتحدة، إيلون ماسك، بشكل ملحوظ، حيث امتد إلى تهديدات بقطع العقود وما أعقبها من تلميحات مثيرة للجدل حول علاقات مشبوهة. وكما برزت دعوات غير مسبوقة لترحيل ماسك من قبل أحد حلفاء ترمب البارزين.
صراع الشخصيات
بدأ هذا الصراع يتعقد منذ أيام بعد انتقاد ماسك لمشروع القانون الخاص بخفض الضرائب والإنفاق الذي أوصت به الإدارة الأمريكية. وقد وصف ماسك هذا المشروع بأنه “شر مقيت” مؤكداً أنه سيؤدي إلى تفاقم العجز الفيدرالي، حيث قال في منشور له على منصة إكس “أعتذر، لم أعد أحتمل هذه الأمور.. مشروع القانون الضخم والمثير للجدل هو فعلاً شر مقيت”.
وأشار ماسك إلى أن المشروع سيزيد من العجز الفيدرالي الكبير مسبقًا إلى نحو 2.5 تريليون دولار، مثقلاً المواطنين الأمريكيين بديون لا يمكن تحملها. وقد أقر مجلس النواب الأمريكي مشروع القانون الشهر الماضي، بفارق صوت واحد فقط، بعد تقييم مكتب الميزانية في الكونغرس بأن التشريع سيضيف 3.8 تريليون دولار إلى الدين العام البالغ 36.2 تريليون دولار.
يشمل مشروع القانون إعفاءات ضريبية تصل إلى تريليونات الدولارات وزيادة في النفقات الدفاعية، كما يتيح للحكومة الفيدرالية اقتراض المزيد من الأموال. وتوقعات تشير إلى أن هذا القانون، الذي يطلق عليه ترمب “القانون الجميل والضخم”، قد يزيد العجز في الميزانية الفيدرالية الأمريكية بنحو 600 مليار دولار في السنة المالية القادمة، كما تشير التقديرات.
في سياق جديد، عرض نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي، دميتري ميدفيديف، على منصة إكس التوسط في اتفاق سلام بين ترمب وماسك مقابل “أجر معقول”، مقترحًا دفع الأجر بأسهم من شركة “ستارلينك” التي يمتلكها ماسك. كما دعا ميدفيديف إلى ضرورة وقف الجدل بين الطرفين.
وفي جانب آخر، أبدى النائب في مجلس الدوما الروسي، ديمتري نوفيكوف، استعداده لمنح ماسك اللجوء السياسي إذا احتاج لذلك، رغم عدم توقعه حدوث هذه الحاجة. بينما أكد المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أن هذا الخلاف هو شأن داخلي أمريكي، وأنهم ليس لديهم أي نية للتدخل في هذا الأمر، مؤكدًا أن ترمب بإمكانه التولي على الأمر بمفرده.
اترك تعليقاً