ماكس ستاينكي لم يكن جيولوجياً أمريكياً فحسب، بل كان شخصية بارزة في تاريخ السعودية الحديث. وُلِد في ولاية أوريغون وبدأ مسيرته العملية في طاحونة لخشب، ولكن طموحه العالي دفعه للابتعاد عن مسار العمل التقليدي. التحق بجامعة ستانفورد حيث حصل على شهادة في تخصص الجيولوجيا عام 1921. بعد تخرجه انطلق في مغامرات ميدانية في مناطق نائية مثل ألاسكا وكندا وكولومبيا، واكتسب سمعة كخبير في قراءة الطبقات الأرضية بالعين المجردة دون الحاجة إلى تقنيات حديثة.
ماكس ستاينكي ودوره في اكتشاف النفط السعودي
في عام 1934، أُرسل ستاينكي إلى السعودية من قِبَل شركة سوكال الأمريكية، التي حصلت على حق التنقيب عن النفط في المنطقة. بدأ ستاينكي وفريقه دراسة قبة الدمام، لكن النتائج الأولية كانت مخيبة للآمال، وبدأت الشركة تفكر في الانسحاب. ومع ذلك، تمسك ستاينكي برأيه وطلب مواصلة الحفر. كان إصراره على حفر البئر رقم 7 نقطة تحول تاريخية، حيث تدفق النفط منها في مارس 1938، لتكتسب اسم “بئر الخير” بقرار من الملك عبدالعزيز.
إرث ماكس ستاينكي في صناعة النفط
لم يقتصر عطاء ستاينكي على ذلك، بل ساهم لاحقاً في اكتشاف حقل بقيق، ووضع الأسس لاكتشاف حقل الغوار، الذي يُعد أكبر حقل نفطي في العالم. استمر ستاينكي في العمل في مجال الجيولوجيا حتى عام 1950، وتوفي بعد عامين من ذلك. لكن تأثيره لا يزال واضحاً حتى اليوم، حيث يُعتبر واحداً من رواد تأسيس شركة أرامكو وبدء عصر النفط السعودي. إن إنجازاته لم تُغير فقط مسار صناعة النفط في البلاد، بل أيضاً شكلت جزءًا أساسياً من التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي شهدتها المملكة. إن التاريخ يذكر ماكس ستاينكي كشخصية بارزة تركت بصمة لا تُنسى في تاريخ النفط السعودي، مما يجعله رمزًا للتفاني والإبداع في مجال عمله.
اترك تعليقاً