حماس تُجهز آلاف العبوات الناسفة: استعدادات للغوص في عمق غزة

قال محللون إن توسيع نطاق الحملة العسكرية في غزة من شأنه أن يقود إسرائيل إلى مستنقع من الصعب الخروج منه، حيث وصفوا الحادثة التي أدت إلى مقتل ثلاثة جنود إسرائيليين بانفجار لغم قرب جباليا في شمال قطاع غزة بمثابة واقعة صعبة للغاية. وقد اعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي بمقتل ثلاثة جنود برتبة رقيب أول خلال المعارك التي دارت في تلك المنطقة يوم الإثنين الماضي، إذ استهدفت عربة عسكرية من طراز هامر كانوا يستقلونها، مما أسفر أيضاً عن إصابة اثنين من رجال الإطفاء.

وأشار مراسل الشؤون العسكرية في القناة “I24″، إينون شلوم، إلى تفاصيل الحادث وأوضح أن وحدة عسكرية كانت تتحرك على متن مركبة هامر شرق جباليا بعد الساعة السادسة والنصف مساء، وعندما دخلت القافلة إلى أحد الشوارع، انفجرت عبوة ناسفة تحت العربة مما أدى إلى مقتل الجنود الثلاثة وإصابة آخرين بجروح متوسطة، موضحاً أن الحادث كان بالغ الصعوبة.

من جانبه، أكد مراسل القناة 12، نيتسان شابيرا، أن حادثة جباليا تجسد زيادة التهديدات الناتجة عن العبوات المتفجرة، التي تعتبر واحدة من أخطر التهديدات التي تواجه الجيش داخل القطاع. ووفقاً لمراسل الشؤون العسكرية في القناة “ماكو”، شاي ليفي، فإن تهديد العبوات المتفجرة لم يكن مفاجئاً، حيث أوضح أن حركة حماس قد أعدت بدورها آلاف العبوات الناسفة لتصعيد الضغوط على القوات الإسرائيلية.

وفي سياق متصل، اعتبر مراسل قناة 12، نير دفوري، أن تعميق العملية العسكرية سيؤدي إلى تصادم الجيش مع المزيد من العناصر التخريبية.

وفي تعليقه على تلك الخسائر، قال اللواء احتياط غيورا آيلاند، الرئيس السابق لما يسمى مجلس الأمن القومي، إن استمرار العملية العسكرية مرهون بعدم وجود اتفاق مع حركة حماس، مشيراً إلى أن التعليق على تحقيق “الانتصار المطلق” غير واقعي. فقد تساءل: “ما الشكل المحدد لهذا الانتصار، وكيف سنتعرف على تحقيقه؟”.

دعا آيلاند إلى أن إسرائيل قد تتورط أكثر في الصراعات داخل غزة مما تم التقدير سابقاً. في الوقت نفسه، أشار رامي إيغرا، الذي شغل سابقاً منصب رئيس شعبة الأسرى والمفقودين في الموساد، إلى أن الضغوط التي تُمارس على السكان المدنيين وإن تم تصويرها للعالم كإجراء إيجابي، إلا أنها في الحقيقة تخدم مصالح حماس.

ورأى أن التوجه المتبع من قبل البعض في الحكومة والجيش بدعم الضغوط العسكرية من أجل إطلاق سراح الأسرى هو دلالة على عدم فهم العدو بطرق صحيحة، مشيراً إلى أن هؤلاء الأفراد لم ينجحوا في تقدير الموقف مع العدو منذ السابع من أكتوبر، في إشارة إلى الهجوم الأخير الذي شنه المقاومة الفلسطينية ضد إسرائيل.

إعلام إسرائيلي: حماس أعدت آلاف العبوات المتفجرة

تلقي التقارير الأخيرة الضوء على تواجد الآلاف من العبوات المتفجرة التي تُعدها حماس لمواجهة العمليات العسكرية الإسرائيلية، مما يزيد من تعقيد الوضع داخل القطاع. العملية العسكرية المستمرة قد تؤدي إلى تفاقم الأوضاع والمخاطر على الأرض، مما يثير تساؤلات حول الاستراتيجية المتبعة ومدى فعاليتها.

استمرار تدخلات عسكرية

مع التقدم العسكري المتواصل وتزايد الضغوط على المدنيين، يبدو أن الأحداث تتجه نحو مزيد من التعقيد والاشتباكات، مما يستدعي إعادة النظر في السياسة العسكرية المتبعة وأثرها على الوضع الإقليمي. الأبعاد الإنسانية للاشتباكات تثير تساؤلات حول الحلول الممكنة والطريق للخروج من هذه الأزمة المستمرة.

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *