تشكيل الأدب والثقافة في اليمن
ينقل لنا ضيفنا رؤية عميقة حول الربع الأخير من القرن الماضي في اليمن، حيث يعتبره مرحلة غنية بالتحولات الثقافية والأدبية، موضحًا أن وعيه الأدبي تكوّن ضمن بيئة مستقرة وبفضل نشأته في أسرة علمية ضليعة، كان جده لأبيه شخصية مرموقة فيها. نشأ في منطقة “الحيمة الخارجية”، التي يصفها بجمالها الريفي وهدوئها، ولم يخف أثر التربية والتعليم، والكتب الدينية والأدبية، بالإضافة إلى تأثير المدرسين المصريين على تعليمه، وخاصة تجربة جامعة صنعاء في أوائل التسعينيات والتي كانت تحت إدارة الأكاديمي والشاعر الدكتور عبدالعزيز المقالح.
النقد الأدبي وتأثير المعلمين
يسلط الدكتور إبراهيم أبو طالب الضوء على علاقته بالأدب، مشيرًا إلى تأثير أستاذه عبدالمنعم تليمة الذي اعتبره مثالاً للإنسان المتواضع والمثقف المفكر. كان لمؤلفاته أهمية كبيرة خاصة في مجال نظرية الأدب وعلم الجمال، حيث كان يعكس جمالية النقد باللغة السهلة والدقيقة. وتأثر به كثيرًا من خلال المجالس الأدبية، والتي كانت تجلب طيفًا من المبدعين والمفكرين من الأوساط الثقافية العربية المختلفة.
بدأ اهتمامه بالببليوغرافيا من الحاجة إلى التعرف على الدراسات السابقة في مجال الأدب، فتكونت لديه رغبة قوية في توثيق الأدب اليمني وتاريخه، مما أدى إلى إنشاء موسوعة ببليوغرافيا الأدب اليمني. أما في مجال أدب الطفل، فقد كانت بداياته مع كتابة النصوص الإبداعية، متنقلاً بين المدارس والفعاليات المسرحية، مما أثرى تجربته في الكتابة للطفل.
يرى أبو طالب أن النقد الأدبي يجب أن يكون متنوعًا وحيويًا، مشيرًا إلى أن هناك ثلاثة أنواع من النقد تتراوح بين النقد الأكاديمي والنقد الانطباعي. كما يتناول الحديث عن تحولات الأدب في اليمن، مشيرًا إلى حضوره القوي تاريخيًا وحديثًا، حيث يمثل الأدب صوت المجتمع ويعكس قضاياه وتحدياته.
في حديثه عن قصيدة النثر، يوضح أبو طالب تغير وجهة نظره تجاهها، حيث أصبح يراها شكلاً من أشكال الشعر التي تستحق المنافسة والعيش في الساحة الأدبية، وقد ساهمت تجارب العرب الشباب في تطوير هذا النوع الأدبي.
يربط الضيف أيضًا تفضيل كتّاب اليمن للرواية على القصة، منوهاً إلى أن الرواية توفر مساحة أكبر للتعبير عن التحديات الاجتماعية والتغيرات التي يشهدها المجتمع، إذ تُعبر عن واقع أكبر من المساحة التي تتيحها القصة.
أخيرًا، يشدد أبو طالب على أهمية الأدب في تقاليد الكتابة الأدبية في السعودية، معتبراً أن الرواية السعودية تنمو وتحقق حضورا لافتا على الصعيد الإبداعي.
اترك تعليقاً