برنامج Tempest ومستقبل الطيران الحربي في المملكة المتحدة
يقع مصنع NA على ضفاف نهر Ribble في Lancashire، حيث تعمل شركة Arms Robot على تطوير نموذج اختبار لطائرة Tempest المقاتلة، والتي من المقرر أن تحلق لأول مرة في عام 2027. تهدف هذه الطائرة إلى أن تكون رمزاً لطموحات المملكة المتحدة في الحفاظ على مكانتها كدولة عسكرية من الدرجة الأولى واستمرارها في إنتاج الطائرات العسكرية لأكثر من مئة عام. وفي الوقت نفسه، تثير أوضاع أخرى في موقع Warton، الذي تديره شركة BAE Systems، المخاوف بشأن مستقبل الطائرات العسكرية، حيث تتوقف إنتاجية طائرات Typhoon Jet، العمود الفقري للقوات الجوية الملكية (RAF) منذ عقدين.
التحديات في صناعة الدفاع البريطانية
أعربت نقابة Unite، التي تمثل العمال، عن قلقها من فقدان المهارات في ظل هذه التغيرات، لكن BAE Systems، الشركة الرائدة في صناعة الأسلحة في المملكة المتحدة، أكدت أنها ستبحث عن طلبات جديدة للحفاظ على الوظائف في خطوط الإنتاج. وفي هذا السياق، أعرب ريتشارد هاملتون، المدير الإداري لبرنامج Typhoon، عن ثقته الكبيرة في الحصول على طلبات جديدة — لكن من خارج المملكة المتحدة فقط. تسعى الحكومة البريطانية إلى إقناع دول مثل تركيا وقطر والسعودية لزيادة طلبات شراء Typhoon، مما قد يؤمن مستقبل خطوط التجميع في Warton لمدة عقد قادم.
تتعارض الأهداف الثلاثة المتعلقة بالمشتريات العسكرية، وهي الحصول على أفضل الأسلحة، تعزيز التصنيع البريطاني، والحفاظ على تكاليف معقولة، مما يجعل من الصعب تحقيقها بشكل متزامن. وفي الشهر الماضي، أعلن كير ستارمر عن التزامه برفع الإنفاق الدفاعي إلى 3.5% من الناتج المحلي الإجمالي تماشياً مع حلفاء الناتو، إلا أن هذه الزيادة لم تعالج المخاوف بشأن قدرة المملكة المتحدة على تلبية احتياجاتها من المقاتلات، خاصة مع القرار الأخير بشراء طائرات F-35 الأمريكية.
ارتفعت التكلفة المتوقعة لبرنامج F-35 إلى 71 مليار جنيه إسترليني، فيما تشكل المملكة المتحدة نحو 15% من العمل في هذا البرنامج. يمثل طراز Typhoon مثالاً على كيفية تعاون الدول الأوروبية لتطوير الطائرات العسكرية في ظل افتقارها للقوة الاقتصادية مثل تلك التي تمتلكها الولايات المتحدة. قامت المملكة المتحدة وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا بالتعاون في إكمال طائرة Eurofighter، مما ساهم في توزيع الأعباء المالية وتقليل المسؤولية السياسية.
تتزايد حاجة المملكة المتحدة لدعم المبيعات الخارجية، حيث أشارت BAE Systems إلى إمكانية طلب نحو 100 طائرة جديدة من قبل تركيا وقطر والسعودية. كما تم التأكيد على ضرورة تحديث طائرات Typhoon الحالية بأحدث التقنيات مثل الرادارات الجديدة لتحفيز الطلبات المحتملة من العملاء. في إطار هذا السياق، ستظل المسائل المرتبطة بصادرات الأسلحة موضع جدل، خاصة مع الدول التي تواجه انتقادات حول انتهاكات حقوق الإنسان، مما يشكل تحدياً أيضاً للحكومة البريطانية.
إجمالاً، يمثل برنامج Tempest المقاتل جوهر تطلعات المملكة المتحدة لتطوير طائرات الجيل السادس، حيث يتطلب مشروع تطويرها البالغ 12 مليار جنيه إسترليني خلال العقد المقبل نجاحاً مهنياً في تأمين الطلبات المستقبلية.
اترك تعليقاً