إيران: المفاوضات النووية لن تعود إلى طاولة الحوار بشروط أمريكية وسط موقف سعودي متوتر

إيران تؤكد رفضها للمفاوضات النووية بشروط أمريكية

أكد علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية، أن إيران ترفض بشكل قاطع العودة إلى المفاوضات حول برنامجها النووي إذا أصرّت الولايات المتحدة على شرط وقف تخصيب اليورانيوم. وأوضح ولايتي أثناء استقباله وزير الداخلية الباكستاني في طهران أن “المفاوضات لن تحدث بالتأكيد إذا كانت مشروطة بوقف التخصيب”، وفقًا لتصريحاته لوكالة إرنا الرسمية.

على الرغم من هذا الموقف الحازم، أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أن طهران لا تزال متمسكة بخيار الدبلوماسية والمشاركة البناءة. وفي رسالة نُشرت على موقع الرئاسة، صرح بزشكيان بأن “نافذة الدبلوماسية لا تزال مفتوحة، وسنواصل هذا المسار بجدية”.

المفاوضات النووية في انتظار تصعيد التوترات

شهدت الأشهر الأخيرة خمس جولات تفاوضية بين الوفدين الإيراني والأمريكي، برعاية عمان، منذ أبريل الماضي، إلا أن هذه الجولات توقفت بعد هجوم إسرائيلي في 13 يونيو، والذي أدى إلى اندلاع حرب استمرت 12 يومًا، خلال مشاركة واشنطن في قصف ثلاث منشآت نووية إيرانية. كانت الجولة السادسة من المفاوضات مقررة في 15 يونيو، لكنها أُلغيت نتيجة تصعيد المواجهات. وأفاد إسماعيل بقائي، المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، بأن طهران حضرت المفاوضات بنوايا حسنة، إلا أن الهجمات العسكرية عطلت هذا المسار.

تتمسك إيران بحقها في تخصيب اليورانيوم لأغراض مدنية، بينما تعتبر الولايات المتحدة، وبخاصة إدارة ترامب، أن هذا الأمر “خط أحمر”. ووفقًا لتقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فإن إيران تخصّب اليورانيوم بنسبة 60%، وهو ما يتجاوز بكثير الحد المنصوص عليه في اتفاق 2015 (3.67%). يجدر بالذكر أن تخصيب اليورانيوم بنسبة 90% يعد مطلوبًا لصناعة القنبلة النووية، وهو ما تنفي إيران سعيها لتحقيقه.

برغم انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي في 2018، لا تزال إيران على تواصل مع الدول الأوروبية الثلاث: فرنسا، ألمانيا، وبريطانيا. لكن هذه الدول تهدد بتفعيل آلية الزناد لإعادة فرض العقوبات. وردًا على ذلك، قال بقائي: “هذا تهديد سياسي بلا أساس قانوني أو أخلاقي، وستقابل إيران ذلك برد متناسب”. تؤكد طهران أنها لا تزال عضوًا في خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA)، وهو الاسم الرسمي للاتفاق النووي لعام 2015، مشيرة إلى سعيها لحلول دبلوماسية رغم الهجمات العسكرية التي تتعرض لها كلما اقتربت من التفاهمات.

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *