عقيدة بيغن: حق إسرائيل في امتلاك السلاح النووي
في 18 أبريل 2025، نشرت صحيفة جيروسالم بوست الإسرائيلية افتتاحية تدعو فيها حكومة بنيامين نتنياهو إلى اتخاذ قرارات حازمة لضرب المنشآت النووية الإيرانية، وردع أي تهديد محتمل. جاء ذلك بعد الحدث الذي وقع في 13 يونيو، حيث أكدت الصحيفة على ضرورة أن تبقى عقيدة بيغن متجددة في السياسة الإسرائيلية الحالية.
مفهوم العقيدة العسكرية الإسرائيلية
تنسب عقيدة بيغن إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق مناحم بيغن، الذي تولى الحكم بين عامي 1977 و1983. عُرف بيغن بموقفه اليميني المتشدد وتوقيعه على اتفاقية السلام مع مصر في عام 1979، التي منح من خلالها جائزة نوبل للسلام. طوال حياته السياسية، اعتبرت عقيدته استراتيجية هامة، تنص على حق إسرائيل في استخدام القوة العسكرية لمنع أي تهديدات نووية محتملة من دول معادية.
في بداية الثلاثينيات، قاد بيغن منظمة إيرغون، وهي مجموعة مسلحة يهودية اعتبرت متطرفة، حيث قامت بالعديد من الهجمات ضد البريطانيين والعرب في فلسطين. وكان أبرزها هجوم عام 1946 على فندق الملك داوود والذي أسفر عن مقتل العديد من الأشخاص.
تمثلت عقيدة بيغن في مبدأ محوري، يؤكد على حق إسرائيل في ضرب أي دولة تعتقد أنها تسعى للحصول على أسلحة دمار شامل. وقد عُرفت هذه العمليات العسكرية بدفاعها الاستباقي عن النفس، حيث اعتبر بيغن أن عدم القيام بذلك قد يهدد وجود الشعب الإسرائيلي. بدأ التطبيق الرسمي لهذه العقيدة عندما قال: “لن نسمح لأي عدو بتطوير أسلحة الدمار الشامل”.
في خطابه، ربط بيغن بين هذه العقيدة والمحرقة اليهودية، متحدثًا عن المخاطر المحتملة التي قد تواجه الشعب اليهودي، مما زاد من حساسية هذه القضية في السياسة الإسرائيلية. وعبر التاريخ، وُظفت هذه العقيدة فلمواجهة التهديدات العسكرية التي تمتد إلى الدول المجاورة.
منذ بداية البرنامج النووي الإسرائيلي في الستينيات، كانت العقيدة بمثابة حافز للبحث عن سبل منع الدول العربية من دخول السباق النووي، وهو ما أسفر عن عمليات مخابراتية واعتداءات تستهدف العلماء والمشاريع النووية في الدول المجاورة.
في هذا السياق، يعتبر مفاعل تموز العراقي أحد أبرز الأحداث التي تجسد أهمية العقيدة، حيث قامت إسرائيل بضربه في عام 1981 لتأكيد موقفها ضد التهديدات النووية. وخلال السنوات التالية، أثبتت إسرائيل أنها لم تتهاون في التعامل مع أي محاولة من الدول المجاورة لتطوير أسلحة نووية، وهذا يثير الكثير من النقاش حول مستقبل هذه العقيدة في ظل المتغيرات الإقليمية الحالية.
اترك تعليقاً