حماية التراث الثقافي
باريس – وام
أشادت سيمونا ميرلا ميكولسكو، رئيسة المؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، بالدور البارز الذي تلعبه دولة الإمارات العربية المتحدة في صون التراث الثقافي والطبيعي على المستويين الوطني والدولي، مؤكدة أن الإمارات تُعتبر شريكا رئيسيا للمنظمة ونموذجا يحتذى به في هذا المجال.
صون التراث الحضاري
جاءت هذه الإشادة في تصريح خاص لوكالة أنباء الإمارات (وام) خلال مقابلة في باريس، حيث أعربت ميكولسكو عن تقديرها للإدراج الأخير لموقع «الفاية» الأثري في قائمة التراث العالمي لليونسكو، واعتبرت هذا الإنجاز دليلا قويا على التزام الإمارات العميق بالحفاظ على الذاكرة الإنسانية المشتركة، وإدراكها لأهمية المواقع التراثية كوسائل حوار وتفاهم بين الشعوب.
وأكدت المسؤولة الأممية أن نشاط الإمارات يتخطى حدودها الوطنية، قائلة: “إن دولة الإمارات لا تكتفي بحماية تراثها الوطني فحسب، بل تسعى أيضا إلى دعم الجهود الرامية لحماية التراث العالمي، مما يعكس رؤيتها الحضارية ومسؤوليتها الأخلاقية تجاه الإنسانية بأسرها.”
وأشارت إلى أن الإمارات تُعتبر من الشركاء الأساسيين للمنظمة، حيث قدمت دعماً واضحاً لمبادرات دولية هامة، بما في ذلك مشاريع إعادة تأهيل المواقع التراثية المتضررة من النزاعات، خاصة في المنطقة العربية.
وأوضحت ميكولسكو حول القيمة الفريدة لموقع «الفاية»: “إنه لا يُعتبر مجرد موقع أثري، بل هو شاهد على تطور البشرية في مراحلها المبكرة، وعلاقته مع البيئة الطبيعية في منطقة ذات أهمية جيولوجية وثقافية متميزة.” وأشارت إلى أن ارتباطه المباشر بالهجرات البشرية الأولى من إفريقيا إلى آسيا يمثل مرحلة حاسمة في تاريخ البشرية، لا تزال تستدعي البحث والدراسة، موضحة أن الاكتشافات فيه تُعد ثروة غنية للباحثين والأنثروبولوجيين.
وأشادت بالجهود التي أدت إلى هذا الاعتراف الدولي، مشيرة إلى أن إدراجه ضمن قائمة التراث العالمي يعد خطوة هامة، تحققت بفضل العمل العلمي الدقيق والتعاون مع خبراء دوليين، ضمن إطار يحترم المعايير الصارمة التي تعتمدها اليونسكو. وأكدت أن الملف الإماراتي كان متكاملا ومقنعا، معبرة عن تقديرها العالي لمستوى المهنية المتبعة.
كما أثنت ميكولسكو على النهج الذي تتبعه الإمارات في دمج حماية التراث ضمن خطط التنمية المستدامة، مشيرة إلى أنها تُظهر كيف يمكن أن تكون المواقع التراثية محوراً للصورة التنموية الثقافية والاقتصادية، من خلال الاستثمار في السياحة المستدامة وإشراك المجتمعات المحلية في إدارة وحماية تلك المواقع، واعتبرت التجربة الإماراتية مثالاً يُحتذى به لدول أخرى.
وفيما يتعلق بالعلاقات الثنائية، عبرت رئيسة المؤتمر العام لليونسكو عن فخر المنظمة بشراكتها مع الإمارات، قائلة: “نُثمن مساهماتها الكبيرة، سواء من خلال التمويل أو المشاركة الفاعلة في صياغة السياسات الثقافية العالمية، فالإمارات تؤكد دوماً أن الثقافة ليست ترفًا بل ضرورة من أجل تحقيق السلام والازدهار العالمي.”
وفي ختام حديثها، وجهت ميكولسكو رسالة تقدير إلى القيادة الإماراتية، معتبرة أن الإمارات تمثل نموذجاً متقدماً يجمع بين الحداثة واحترام الجذور الثقافية. وأعربت عن تطلعها لتعزيز التعاون المستقبلي ورؤية المزيد من المواقع التاريخية الإماراتية تُدرج في قائمة التراث العالمي، لما تمثله من قيمة إنسانية وعلمية لكافة شعوب الأرض.
اترك تعليقاً