تعزيز القراءة في المجتمع
في إطار إعلان 2025 «عام المجتمع»، وضمن رؤية شاملة تهدف إلى تعزيز مكانة اللغة العربية وتحويل القراءة إلى نمط حياة يومي، أطلق مركز أبوظبي للغة العربية مبادرة «القراءة المجتمعية»، لتكون خطوة محورية في مشروع الإمارات الثقافي الشامل. المبادرة لم تقتصر على فئة عمرية أو اجتماعية، بل تشمل كافة شرائح المجتمع، وفي مقدمتهم أصحاب الهمم، الذين أثبتوا من خلال مشاركتهم الفاعلة أن القراءة ليست فعلاً معرفياً فقط، بل بوابة للتمكين والاندماج والإبداع. وجاءت القراءة المجتمعية كمبادرة نوعية، تهدف إلى تحويل القراءة إلى ممارسة يومية في المنازل، والمدارس، والمجالس، والمراكز، بل وحتى أماكن العمل. وتتضمن المبادرة خمس محطات رئيسية: مكتبة في كل بيت، توزيع حقائب معرفية تشمل كتباً متنوعة باللغتين العربية والإنجليزية على أكثر من 20 ألف أسرة في أبوظبي والمناطق المحيطة؛ مجالس القراءة، لقاءات ثقافية صيفية تُعقد في المجالس الإماراتية، تجمع القرّاء لمناقشة كتاب شهري بإشراف مختصين؛ اقرؤوا مع نجم، جلسات قراءة مباشرة للأطفال قدمها فنانون ومبدعون إماراتيون وعرب في المدارس والمستشفيات؛ المكتبة المتجولة، حافلة ثقافية مجهزة بأحدث الإصدارات، تجوب المدن والقرى لتقديم تجربة معرفية ترفيهية؛ وتحدي القراءة الأسرية، فعالية تفاعلية تجمع الأسرة الواحدة في تجربة قراءة جماعية، تعزز الحوار الثقافي وتُكرّم التميز.
نشر ثقافة القراءة
بداية يقول سعيد حمدان الطنيجي، المدير التنفيذي لمركز أبوظبي للغة العربية: «إن الحملة المجتمعية لدعم القراءة المستدامة انطلقت تحت شعار «مجتمع المعرفة، معرفة المجتمع»، انسجاماً مع إعلان دولة الإمارات عام 2025 ليكون عام المجتمع، في ضوء استراتيجية المركز الهادفة لدعم حضور اللغة العربية، وتكريس ثقافة القراءة في المجتمع». وأوضح أن المبادرة لا تقتصر على نشر الكتب، بل تتضمن رؤية متكاملة تشمل الوصول العادل إلى مصادر المعرفة. وأضاف: «صُمّمت الحملة لتخدم كافة قطاعات المجتمع وفئاته، على اختلاف تصنيفاتهم العمرية والثقافية والاجتماعية، وتمكين جميع أفراد المجتمع من الوصول إلى مصادر المعرفة، وتعزيز عادة القراءة ضمن نسيج الثقافة اليومية». وأكد الطنيجي أن أصحاب الهمم يمثلون ركيزة أساسية في برامج المبادرة، مشيراً إلى أن المركز عمل على تيسير الإجراءات، وتوفير محتوى رقمي ونوعي يناسب احتياجاتهم، قائلاً: «لقد وضعت الحملة نصب أعينها، ككل مبادرات المركز، أن يكون لأصحاب الهمم نصيبهم من المشاركة الفاعلة، من خلال أنشطة نوعية تُبرز إبداعاتهم، وتنمي قدراتهم، وتوفّر لهم فرصاً مستدامة للتعلم والمشاركة الثقافية». وأوضح أن البرامج المخصّصة لهم تتضمن ورشاً معرفية وثقافية، ومسابقات تعزز الثقة بالنفس، إضافة إلى مكتبة رقمية تضم أكثر من 400 كتاب صوتي في الأدب والتاريخ والعلوم، مصممة بأساليب تفاعلية وإبداعية.
طريق التميز
يرى عمار يوسف المرزوقي أن القراءة هي الطريق إلى الكتابة والتميز، ويقول: «القراءة مفتاح لجميع أبواب العلوم والمعارف، وهي الركيزة الأولى للكتابة. كل كاتب لا شك أنه كان قارئاً في البداية، وكل قارئ هو قائد الغد». عمار وقّع روايته «كرة من صوف وكرة من جلد» في معرض أبوظبي الدولي للكتاب، كما شارك في مهرجان الشارقة القرائي للطفل، موضحاً: «أحب أن ألهم أصدقائي الأطفال واليافعين لتنمية موهبتهم في القراءة والكتابة، وأتمنى أن أكون قدوة لهم في تحقيق الإنجازات الأدبية».
من أبرز النماذج الملهمة المشاركة في المبادرة، مريم يوسف المرزوقي، التي قالت: «أحب اللغة العربية وأحب أن أكون سفيرة لها، فهي هوايتي المفضلة؛ ولذلك أحب أن أشارك في كل الفعاليات المتعلقة بها، خاصة القراءة». وأوضحت مريم أنها شاركت في مسابقة «أصدقاء اللغة العربية» وفازت بها، كما تألقت في «تحدي القراءة العربي» بقراءة أكثر من 100 كتاب، مضيفة: «فخورة بوصولي إلى التصفيات النهائية على مستوى الدولة، وبتقديمي ورشاً قرائية للأطفال بالتعاون مع عدة جهات ثقافية». أما سلمى عزت، الموهوبة في مجال الفنون البصرية، فتجاوزت إبداعها في ركن الفنون بمعرض أبوظبي الدولي للكتاب لتشارك في دعم الإصدارات الجديدة لأقرانها من أصحاب الهمم. وقد ساعدت في الترويج لكتب اليافعين واليافعات من أصحاب المشاريع الأدبية، مؤكدة أن الفن والكتاب يكملان بعضهما بعضاً، وأن الدمج الثقافي لا يكون كاملاً دون حضور الجميع. من جانبها، تؤكد شما يوسف المرزوقي، أن مشاركتها تأتي من شعور بالمسؤولية تجاه لغتنا العربية، قائلة: «لغتنا العربية فخرنا وعزتنا، ونحن جميعاً سفراء لها. أشارك بفخر في الفعاليات التي تعزز حضورها في المجتمع». شما قدّمت ورشة «الحكواتي» للأطفال في معرض أبوظبي الدولي للكتاب ضمن جناح نادي دبي لأصحاب الهمم، كما تمت استضافتها في قناة ماجد وسما دبي وتلفزيون الشارقة لتقديم فقرات قرائية للأطفال. تقول: «سعدت باختياري صوتاً للقصص الرقمية المذاعة في جناح صحيفة البيان، كما فزت في مسابقات قرائية وإبداعية عدة، ووقعت كتبي القصصية في معارض الشارقة الدولية، وأتمنى أن أكون سفيرة للأطفال لتعزيز حب اللغة والقراءة».
اترك تعليقاً