تحذيرات من الضغط النفسي على الجنود الإسرائيليين في غزة
حذر جندي إسرائيلي يقاتل في غزة من “الانهيار” الناتج عن سياسة الاستنزاف التي تتبعها حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القطاع. واعتبر دان أورون، في تصريحات لصحيفة “يديعوت أحرونوت”، أن النهج الحالي سيسحق الجنود ويدفعهم نحو الانهيار، مشيراً إلى أن استبعاد عشرات الآلاف من الحريديم من الخدمة العسكرية يزيد من العبء على الجنود العلمانيين.
المقاومة ورفض الخدمة العسكرية
تسعى مجموعة الحريديم إلى رفض الخدمة العسكرية منذ أن أقرّت المحكمة العليا، في 25 يونيو/حزيران 2024، إلزامهم بالتجنيد، مما يحظر تقديم المساعدات المالية للمؤسسات الدينية التي لا يلتحق طلابها بالخدمة. ويؤكد الحريديم على أن مهمتهم هي دراسة التوراة، مما يجعلهم يتجنبون الانضمام للجيش، ويعتبرون أن الالتزام بدراستهم يحمي الجنود، بينما يعتبرون أن الاندماج في المجتمع العلماني قد يهدد هويتهم الدينية واستمرارية مجتمعهم.
صوت كبار الحاخامات يرتفع بدعوات لرفض التجنيد، بل يشجعون على “تمزيق” أوامر الاستدعاء للخدمة، حيث يمثل الحريديم حوالي 13% من سكان إسرائيل، البالغ عددهم نحو 10 ملايين نسمة. في ذات السياق، أشار اللواء المتقاعد يسرائيل زيف، الرئيس السابق لقسم العمليات في جيش الاحتلال الإسرائيلي، إلى أن خلايا المقاومة التابعة لكتائب عز الدين القسام لا تزال قادرة على تنفيذ هجمات سريعة.
تقرير إيطالي سلط الضوء على المعاناة النفسية العميقة التي يعيشها الجنود الإسرائيليون بعد مشاركتهم في الحرب على قطاع غزة ولبنان، مشيراً إلى أن ارتفاع حالات الانتحار يبين عمق الكارثة في ظل التجاهل الرسمي للإحصاءات القاسية. صحيفة هآرتس الإسرائيلية ذكرت في مايو/أيار الماضي أن 42 جندياً إسرائيلياً انتحروا منذ بداية الحرب على القطاع حتى مطلع يناير/كانون الثاني 2025.
فضلاً عن ذلك، يعاني الجيش الإسرائيلي من نقص في عدد الجنود، لذا يقوم بتجنيد المصابين بصدمات وأمراض نفسية حتى أثناء تلقيهم العلاج، ويقوم أيضاً بتجنيد آخرين تم تسريحهم بسبب نفس الأسباب. في السياق ذاته، يواصل الجيش الإسرائيلي حربه على غزة، منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، ليواجه خسائر متزايدة في الأرواح والمعدات داخل القطاع.
اترك تعليقاً