المندب والسويس: آمال مفقودة بلا دعم

التهديد الحوثي في البحر الأحمر وتأثيره على التجارة الدولية

هاجمت ميليشيات الحوثي اليمنية بالصواريخ والطلقات النارية سفينتي «ماجيك سيز» و«إيترنيتي سي» في البحر الأحمر، مما أدى إلى مقتل أربعة من بحّارة السفينتين وإصابة آخرين. وقد اتهمت السفارة الأميركية في اليمن الحوثيين باختطاف أفراد طاقم السفينة اليونانية «إيتيرنيتي سي»، التي غرقت جراء الهجوم. يأتي ذلك بعد أن تمّن توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار برعاية أميركية وعمانية في مايو الماضي؛ لضمان حركة الملاحة في تلك المنطقة الحيوية.

العمليات العسكرية الحوثية وتأثيرها الاستراتيجي

تظهر الأحداث الأخيرة أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه لم يكن سوى “هدنة” مؤقتة، مما يثير تساؤلات حول دوافع الحوثي. هل تنمّ هذه التصرفات عن تخطيط استراتيجي مرتبط بالرؤية الإيرانية، وربما الروسية، بهدف إنهاء هيمنة الغرب على المنطقة وتهديد التجارة الدولية؟ أم أن الحوثي يحاول إعادة تشكيل صورته داخلياً، يظهر فيها بمظهر التحدي للعالم في ظل معاناته مع أعباء الحكم في اليمن وقضايا المواطنين التي لم يتمكن من معالجتها؟

إن استمرار عمليات القرصنة الحوثية يشكل تهديدًا كبيرًا للعالم، وخاصة للدول المطلة على البحر الأحمر، مثل مصر. تشير التقارير إلى أن خسائر قناة السويس من هذه الأنشطة بلغت نحو 7 مليارات دولار في العام الماضي، مما دفع هيئة القناة إلى تقديم تخفيضات وحوافز لتشجيع عبور السفن، في محاولة للحد من الأضرار الناتجة عن القرصنة الحوثية.

المعطيات الحالية تشير إلى أن الحوثي قد يكون مستعدًا لـ”انفجار مقبل”، كما وصفه وزير الإعلام اليمني، مما يعكس سعيه لزعزعة استقرار حركة التجارة العالمية. فالعمل على تخريب هذه الحركة ليس مجرد قضية إقليمية، بل هو استهداف مباشر لشرايين التجارة التي تعتبر أساسية للاقتصاد العالمي.

هناك حاجة ملحة لمواجهة هذه التحديات بحلول فعالة، فالكلفة المرتفعة للشحن وطول الطرق البديلة ليست سوى حلول قصيرة الأجل. إن عدم توفر بدائل فعلية لمعبري باب المندب وقناة السويس، والمخاطر المتزايدة في المنطقة، تفرض ضرورة التفكير في استراتيجيات تمنع تفاقم الوضع، وتضمن استمرارية حركة التجارة بأمان.

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *