إيران تضع شروطاً جديدة للمفاوضات النووية مع واشنطن في تطور عاجل

استئناف المحادثات النووية مع الولايات المتحدة

أعلنت طهران عن استعدادها لاستئناف المحادثات مع الولايات المتحدة بشأن برنامجها النووي، وذلك في ظل تصاعد التوترات والتحديات الدبلوماسية بين البلدين. يعكس هذا الإعلان رغبة إيران في العودة إلى طاولة المفاوضات، ولكنه جاء مشروطاً بتقديم ضمانات محددة تضمن أمنها ومصالحها.

عودة الحوار النووي

بحسب المعلومات، ربطت طهران استئناف الحوار بتقديم واشنطن تعويضات عن الضربات العسكرية الأخيرة التي استهدفت منشآتها النووية، بالإضافة إلى الحصول على ضمانات قوية بعدم تكرار مثل هذه الاعتداءات. وقد أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي هذه النقاط في مقابلة مع صحيفة فرنسية، مشدداً على أن بلاده لن تعود للمفاوضات قبل أن تعترف الولايات المتحدة بالأخطاء السابقة التي ارتكبتها، وخاصة الهجمات التي استهدفت منشآت نووية إيرانية عقب عمليات إسرائيلية سابقة. وأوضح عراقجي أن الولايات المتحدة هي التي أوقفت المفاوضات أولاً واندفعت نحو القوة العسكرية، معتبراً أنه يجب تعويض بلاده عن الأضرار وضمان عدم تكرار الاعتداءات أثناء المحادثات المستقبلية.

التأثيرات بعد انسحاب المفتشين

تأتي هذه التصريحات في وقت انسحب فيه المفتشون الدوليون من إيران، مما يزيد من القلق الدولي حول مستقبل البرنامج النووي الإيراني. تشير تقارير إلى نقل أكثر من 400 كيلوغرام من اليورانيوم عالي التخصيب إلى موقع غير معلن، وهو ما يكفي نظرياً لصناعة نحو عشر قنابل نووية، مما يعكس تصاعد القلق والمخاوف الدولية. وفي أول رد من الولايات المتحدة على هذه التطورات، أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية على التزام الرئيس ترامب بالسلام، مما يفتح المجال لنقاشات محتملة مع إيران.

إيران والصواريخ كخط أحمر

أوضح عراقجي موقف طهران الرسمي، مؤكداً أن تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% يعتبر حقاً مشروعاً وضرورة لتشغيل المفاعلات البحثية في البلاد، مع إمكانية التفاوض حول التفاصيل الفنية للتخصيب. كما أنه رفض بشدة أي ربط بين البرنامج الصاروخي الإيراني والمفاوضات النووية، مشيراً إلى أنه لا يمكن التخلي عن القدرات الدفاعية في ظل التهديدات المستمرة من القوتين الإسرائيلية والأمريكية. جدد التأكيد على أن السياسة النووية الإيرانية تستند إلى فتوى دينية تجرم أسلحة الدمار الشامل وتعتبرها غير إنسانية.

مستقبل المحادثات النووية والإجراءات العسكرية

رداً على الشروط الإيرانية، أكدت المتحدثة الأمريكية من جديد أن الرئيس ترامب ملتزم بالسلام، داعية طهران إلى استغلال هذه الفرصة. لكن عراقجي حذر من أن غياب أي تقدم دبلوماسي يمكن أن يؤدي إلى تجدد الأعمال العسكرية، رغم وجود مؤشرات على جهود وساطة في الكواليس. هذه التطورات تخلق وضعاً دبلوماسياً دقيقاً، مع وجود إشارات محتملة لبدء جولة جديدة من المحادثات النووية. ومع ذلك، تبقى الخلافات عميقة حول شروط التفاوض، خاصة فيما يتعلق بتخصيب اليورانيوم والضمانات الأمنية المتبادلة. تحذيرات متزايدة تشير إلى أن الفشل في التوصل إلى اتفاق مستدام قد يؤدي إلى تصعيد عسكري واسع، الأمر الذي يجعل الوضع في المنطقة شديد الحساسية.

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *