سلوك جماعي فريد بين قردة الشمبانزي في زامبيا
رصد مجموعة من الباحثين سلوكًا غريبًا بين قردة الشمبانزي في محمية “تشيمفوشي” للحياة البرية في زامبيا. حيث لوحظ أن عددًا من أفراد القطيع بدأوا في وضع أعواد من العشب في آذانهم أو مؤخراتهم، في سلوك اقرب إلى ما يمكن اعتباره “موضة جماعية”. وقد بدأ هذا السلوك في عام 2010 عندما رصد الباحثون أنثى تدعى “جولي” وهي تضع عود عشب في أذنها، مما دفع سبعة أفراد آخرين لتقليدها. وبعد وفاة “جولي” في عام 2013، استمر أفراد المجموعة في تقليد هذا السلوك، مما يعزز فرضية وجود أنماط ثقافية لدى الشمبانزي قابلة لنقلها عبر الزمن.
تقليد السلوك بين قردة الشمبانزي
في حدث لاحق، أعلنت مجموعة أخرى من القردة، التي لا ترتبط اتصالاً مباشرًا بالمجموعة الأولى، بدء تقليد نفس السلوك في عام 2023، لكن مع تعديل فريد؛ حيث استخدم أحد الذكور، يدعى “جوما”، العشب لإدخاله بمؤخرته، مما أثار فضول بقية أفراد مجموعته الذين سرعان ما تبنوا هذا الفعل، حتى أصبح جزءًا من سلوكهم اليومي خلال أسبوع واحد، وفقًا لدراسة نُشرت في مجلة Behavior.
هذا السلوك لا يحمل أي دلالة طبية أو منفعة مباشرة، كما لم تُسجَّل إصابات أو التهابات بين أفراد القطيع. يعتقد الخبراء أن تأثر القردة بالحراس العاملين في المحمية، الذين اعتاد بعضهم وضع أعواد صغيرة في آذانهم أثناء العمل، قد يكون السبب في إثارة فضول القردة ودفعهم للتقليد.
يفسر الباحثون، وعلى رأسهم إدون فان ليوين من جامعة أوتريخت، هذه الظاهرة باعتبارها نوعًا من “اللغة الاجتماعية” التي تعكس الانتماء داخل المجموعة. يؤكد الخبراء أن هذه الحالات النادرة تسلط الضوء على القدرات المعرفية المتطورة للشمبانزي وقدرتهم على تبني سلوكيات لا وظيفية، بهدف المشاركة أو التعبير الجماعي، في بيئة تقل فيها التحديات اليومية نتيجة العيش في الأسر.
اترك تعليقاً