عربات جدعون: ضغوط العمليات الداخلية تعزز فرص نجاح الاتفاقية

خاص _؟ أكد الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد أن العملية العسكرية المعروفة بعربات جدعون دخلت مرحلة من الاستنزاف الذاتي ووصلت إلى نقطة الاختناق العملياتي، مما جعل الجنرالات غير قادرين على تقديم واقع تعبوي يسهم في تحقيق الأهداف السياسية، وذلك بعد سلسلة من العمليات العسكرية التي بدأت بعملية السيوف الحديدية، مرورًا بخطة الجنرالات، وانتهاءً بعربات جدعون التي مُنيت بهالة إعلامية أكبر من حجم العملية الفعلي.

وأضاف أبو زيد في حديثه إلى الأردن ٢٤ أن معظم الإصابات في صفوف جنود الاحتلال منذ 11 يونيو الماضي كانت داخل الآليات أو الدبابات، عدا عمليتين تمت من خلال نيران قناصة. وهذا يعني أنه إذا نزل الجندي إلى الأرض، فإنه غالبًا ما يُقتل، وإذا بقي في آليته، فإنه يتحول إلى هدف سهل للمقاومة، مما يفسر النقص الكبير في الموارد العسكرية.

وأشار أبو زيد إلى أن رئيس الأركان ايال زمير، المعروف بتوجهاته اليمينية المتطرفة، تولى منصبه تحت شعار «صفر خسائر» والسعي للقضاء على المقاومة، ولكنه الآن يطالب بوقف العملية العسكرية. في ظل هذه الظروف، دفعت جميع المؤشرات العملياتية رئيس الوزراء نتنياهو إلى إجراء مفاوضات مع المقاومة، بعد أن جاء قبل 640 يومًا بهدف القضاء عليها، مما يزيد من احتمالات نجاح اتفاق وقف إطلاق النار مقارنةً بفرص فشله.

أبو زيد: استنزاف عربات جدعون يرفع فرص النجاح في الاتفاق

من الواضح أن التصريحات والأحداث المحيطة بعملية “عربات جدعون” تشير إلى تحول جذري في مجريات الأمور. الاختناق العملياتي الذي تواجهه قوات الاحتلال يفتح الأفق لمزيد من المفاوضات الحقيقية، كما يعكس الحاجة الملحة للمضي قدمًا في اتفاقات السلام. وفي هذا السياق، تبدو فرص نجاح أي اتفاق قادم أعلى بكثير من سابقتها، سواء على الصعيد الأمني والسياسي. يجب أن تُؤخذ هذه المتغيرات بعين الاعتبار، إذ أن التحولات في التحكم العملياتي قد تؤثر على الصراع بشكلٍ كبير.

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *