تصاعد العمليات الإسرائيلية في قطاع غزة
تشير التقارير إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى لإتمام عملياته العسكرية في قطاع غزة، بينما تتواتر الأحاديث حول احتمال التوصل لوقف إطلاق نار مؤقت. تندرج هذه العمليات ضمن إطار يعرف بـ “عربات جدعون”، والذي يهدف إلى إخلاء شمال القطاع من الفلسطينيين وتوسيع المنطقة العازلة في سياق هجوم شامل يستهدف الإبادة.
تصاعد العنف والتهجير في غزة
كشف مصدر مطلع عن أن إسرائيل تستغل الوقت المتبقي قبل أي تهدئة محتملة لتأمين مزيد من التدمير والقتل، خصوصاً في المناطق الشمالية والشرقية من غزة، بما فيها مدينة خان يونس. يأتي هذا في ظل تحذيرات من أن الاحتلال يسعى لتدمير ما تبقى من مقومات الحياة في تلك المناطق، مما ينذر بإفراغها تماماً كما حدث في مخيم جباليا الذي تعرض للتدمير شبه الكامل في النصف الثاني من عام 2024.
تسببت عمليات “عربات جدعون”، التي انطلقت منذ منتصف مايو، في تغييرات ديموغرافية حادة في القطاع. باتت الكثافة السكانية محصورة الآن في ثلاث مناطق ساحلية ضيقة، هي غرب مدينة غزة، وغرب المحافظة الوسطى، وغرب خان يونس، وقد فُصلت هذه المناطق عن بعضها بفعل هجمات متواصلة من قوات الاحتلال، مما يجعل تنقل الفلسطينيين بين تلك المناطق محفوفًا بالمخاطر.
من جهة أخرى، تحولت جزء من شمال غزة إلى مدينة أشباح بسبب العمليات العسكرية الإسرائيلية، حيث عانت من الدمار الشامل والتهجير. الأحياء المحيطة بغرب غزة كالأزقة الشرقية والشجاعية تتعرض لمزيد من القصف، وتحيطها من الشمال مناطق مدمرة بالكامل.
فيما يتعلق بجنوب قطاع غزة، يواجه الفلسطينيون صعوبات في التنقل بين المدن بفعل الإجراءات العسكرية، حيث تفصل مدينة خان يونس عن مدينة رفح الحدودية محور موراغ الذي تسيطر عليه القوات الإسرائيلية. ونتيجة لهذه العمليات، خلت رفح تقريباً من سكانها، بعد موجات من التهجير تحت نيران القصف.
تستمر المحاولات الإسرائيلية لتأمين السيطرة المطلقة على المناطق الساحلية، حيث تعتبر قوات الاحتلال أن مناطق المواصي المتمددة على طول الساحل بيئة إنسانية آمنة، في الوقت الذي تتعرض فيه هذه المناطق لغارات جوية تودي بحياة المدنيين. وتشير التقديرات إلى أن ما يتراوح بين 15% من إجمالي مساحة القطاع باتت مكاناً لاجتماع النازحين، في حين تُظهر التقارير أن عملية “عربات جدعون” قد تستمر لأشهر متعددة بهدف إتمام الإخلاء الشامل للفلسطينيين، مما يجعل الوضع الإنساني في غزة أكثر تدهورًا.
اترك تعليقاً