تحذيرات صحية قوية للشواطئ الأمريكية بسبب ارتفاع مستويات البكتيريا
في تطور مثير للقلق يعيق موسم العطلات الصيفية، أصدرت الجهات الصحية في الولايات المتحدة إشعاراً عاجلاً للمواطنين والزوار، محذرة من خطر السباحة في أكثر من 100 شاطئ منتشرة عبر 12 ولاية. جاء هذا التحذير عقب رصد مستويات مقلقة من بكتيريا خطيرة، مما أثار المخاوف بين محبي الشواطئ وأثر سلبياً على السلامة العامة.
إغلاق الشواطئ الشهيرة بسبب تلوث المياه
تشمل قائمة الشواطئ المتأثرة أماكن معروفة في ولايات مثل ماساتشوستس، نيويورك، إلينوي، ميشيغان، كاليفورنيا، وواشنطن، حيث بررت السلطات هذا الإجراء نتيجة الارتفاع الحاد في مستويات بكتيريا مثل «فيبريو» و«إي كولاي» و«إنتيروكوكاي»، بالإضافة إلى الطحالب السامة مثل السيانوبكتيريا.
تنتشر هذه الأنواع من البكتيريا بشكل رئيسي في المياه العذبة والساحلية، وقد تسبب أمراضاً خطيرة تتراوح بين الإسهال والتشنجات المعوية، إلى التقيؤ، الحمى، والتهابات جلدية، وقد تصل الحالة إلى انخفاض شديد في ضغط الدم مما يتسبب في الوفاة في بعض الحالات، خاصة لدى الأطفال وكبار السن وأصحاب المناعة الضعيفة.
وفقاً للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، تزداد حالات بكتيريا «فيبريو» بشكل خاص خلال شهور الصيف بين مايو وأكتوبر، ويمكن أن تدخل الجسم من خلال الجروح المفتوحة أو استهلاك المأكولات البحرية الملوثة، مثل المحار. وفي ولاية ماساتشوستس، تم إغلاق 34 شاطئاً بسبب مستويات عالية من «إي كولاي» و«إنتيروكوكاي»، بينما حذرت شواطئ في سان دييغو ونيويورك من مخاطر مماثلة نتيجة التلوث الناتج عن الأمطار الغزيرة التي قد تحمل فضلات حيوانات وبشر إلى البحر.
في مدينة سياتل، أُغلقت خمسة شواطئ على الأقل بسبب التلوث البكتيري، وسجلت حالة واحدة لوجود الطحالب السامة في شاطئ ويست غرين ليك، وأشارت السلطات إلى أن الزيادة في مستويات البكتيريا تعود إلى احتمالية تسرب فضلات إلى المسطحات المائية نتيجة الفيضانات الناتجة عن الأمطار الغزيرة.
كما أضافت التقارير أن تغير المناخ يزيد من تفاقم هذه المشكلات، حيث يؤدي ارتفاع درجات حرارة المياه إلى زيادة تكاثر البكتيريا والطحالب السامة. وقد حثت السلطات الجماهير على مراجعة تحديثات إدارات الصحة المحلية وتجنب السباحة في المياه الغائمة أو ذات الروائح الكريهة، فضلا عن الابتعاد عن أنابيب الصرف.
يستمر العمل في إجراء اختبارات مستمرة لجودة المياه، ومن المنتظر أن تظل بعض الشواطئ مغلقة حتى تؤكد الاختبارات أمان المياه للاستخدام. وسط هذا الوضع المتوتر، يواجه المصطافون تحديات جديدة في البحث عن وجهات آمنة لقضاء عطلتهم الصيفية في ظل هذا التهديد الصحي.
تتعرض الولايات المتحدة سنوياً لمشاكل تتعلق بجودة المياه في الشواطئ، خصوصاً خلال فصل الصيف الذي يشهد زيادة في الاقبال على السباحة. وطبقاً لوكالة حماية البيئة الأميركية، يتم مراقبة مستويات بكتيريا مثل «إي كولاي» و«إنتيروكوكاي» كعلامات للتلوث بالمخلفات التي قد تحمل مسببات خطيرة للأمراض.
في العقود الأخيرة، أدت التغيرات المناخية إلى تأزم هذه المشكلة، حيث ساهم ارتفاع درجات حرارة المياه في تواتر انتشار بكتيريا «فيبريو فولنيفيكو»، وهذا النوع نادر ولكنه قاتل. كما أن الطحالب الزرقاء – الخضراء، التي تفرز سمومًا مثل «مايكروسايستين»، أصبحت تمثل تهديدًا متزايدًا في البحيرات والأنهار بسبب الاحتباس الحراري.
اترك تعليقاً