تعزيز التعاون السعودي المغربي: خطوة نحو شراكة استراتيجية متينة

تعزيز التعاون التجاري بين السعودية والمغرب

شد انتباهي مؤخراً الاجتماع الذي عقدته اللجنة السعودية – المغربية المشتركة في مكة المكرمة، والذي هدف إلى تأكيد الروابط التاريخية القوية بين السعودية والمغرب وتعزيز التعاون في المجالات ذات الاهتمام المشترك. تعمل الدولتان على زيادة التبادل التجاري وتعزيز تدفق الاستثمارات بينهما، مما يعكس الحرص على الاستفادة من الفرص المتاحة. لا شك أن هناك جهوداً مستمرة لتقوية أسس التعاون بين البلدين، فقد قام وفد من اتحاد الغرف التجارية السعودية بعقد لقاءات هامة مع وزراء مغاربة في العاصمة الرباط.

وفقاً للبيانات، بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين في عام 2024 نحو 3 مليارات دولار أمريكي، محققاً زيادة سنوية تقدر بـ 7.3%. كما أن قطاع الأعمال السعودي يسعى لتعزيز التعاون مع نظيره المغربي من خلال استكشاف الفرص التي من شأنها تعزيز الشراكات ورفع مستويات الاستثمارات في كلا البلدين. ومن خلال متابعتي لتطورات الاقتصاد في المغرب، لاحظت ارتفاع الطلب المحلي بنسبة 8% في الربع الأول من العام، مما ساهم في تعويض التأثير السلبي للميزان التجاري.

تطوير الشراكات الاقتصادية

يتجه المسؤولون المغاربة نحو الشراكات مع الرياض باعتبارها أحد العوامل الرئيسية لتطوير الاقتصاد، حيث يتمتع المغرب بالكثير من الفرص القابلة للاستغلال في سياق إستراتيجية التحول الطموحة. يجب أن أشير إلى بعض التطورات الهامة بين البلدين، بما في ذلك فكرة إطلاق الخط البحري المباشر بالتزامن مع زيادة حجم التبادل التجاري، بالإضافة إلى تقديم الفرص الاستثمارية في قطاعات متعددة مثل الصناعة الغذائية والطاقة المتجددة والسياحة.

هناك أيضاً مقترح لإنشاء صندوق مشترك لدعم الشركات المتوسطة والصغيرة للتصدير والاستثمار في كلا البلدين، بالتعاون مع بنوك محلية وإقليمية. وفي ضوء مشاريع رؤية 2030 في السعودية، بدأت الشركات المغربية في دخول السوق السعودية، ومن بينها أكديتال المتخصصة في مجال الرعاية الصحية، التي تعتزم افتتاح مستشفى في الرياض. كما فتحت شركات البناء العاملة بالدار البيضاء فرعاً لها بهدف تطوير مشاريع مشتركة مع مجموعة سعودية.

ختاماً، أؤمن بأن أرقام التجارة بين السعودية والمغرب لا تعكس الطموحات الحقيقية ولا تستثمر الإمكانيات المتاحة. يوجد حالياً 250 شركة سعودية تعمل في السوق المغربية و20 شركة مغربية تستثمر في السوق السعودية. نتطلع في السعودية إلى تسريع استثمارات الشركات المغربية في مشاريع رؤية 2030، خاصةً وأن الاقتصاد المغربي سجل نمواً بنسبة 4.8% في الربع الأول من 2025 مقارنة بـ 3% في نفس الفترة من العام الماضي.