التوسع الاستثماري لشركات الأدوية المصرية في السعودية
شهدت الفترة الأخيرة توسّع أربعة من كبرى شركات الأدوية المصرية في السوق السعودي، وهو ما يعكس سعيها لتأمين احتياجاتها من العملة الأجنبية وتعزيز صادراتها في منطقة الخليج. الشركات المتمثلة في “إيفا فارما” و”فاركو للأدوية” و”إيبكس فارما” و”جلوبال نابي” تُعد من الأسماء البارزة في السوق المصرية، حيث تمثل مبيعاتها حوالي 13% من إجمالي مبيعات الأدوية في البلاد.
التوسع الإقليمي لشركات الأدوية
بدأت شركة “إيبكس فارما” رحلة توسعها في السعودية من خلال تشغيل أول مصنع مصري هناك منذ نهاية مارس، باستثمارات بلغت 300 مليون ريال. وتستعد “جلوبال نابي” لفتح مصنعها في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية باحتياجات استثمارية تصل إلى 200 مليون ريال. في السياق ذاته، تُعزز الاستثمارات المبدئية لشركتي “إيبكس” و”جلوبال نابي” خطط “إيفا فارما” و”فاركو” لتنفيذ مشاريع أكبر في المملكة. حيث شرعت “إيفا” في إنشاء مجمّع صناعي يتكون من خمسة مصانع أدوية قرب الرياض باستثمار يصل إلى 150 مليون دولار، بينما تخطط “فاركو” لإنشاء مدينة للدواء باستثمار مشابه.
تسعى “إيفا فارما” لبدء إنتاج مصانعها تدريجياً بين عامي 2025 و2030، في حين يهدف “فاركو” لبدء الإنتاج في عام 2027. يُشير مسؤولون في قطاع الأدوية إلى أن خطوات التوسع هذه تتماشى مع الحوافز الكبيرة التي تقدمها الحكومة السعودية لجذب الاستثمارات. كما يُعتبر السوق السعودي من الأسواق الجاذبة بفضل بيئته الاقتصادية المستقرة ودعم الدولة للاستثمار في مجالات الأدوية. تعتبر التوسعات بمثابة استراتيجية لتحسين العوائد وزيادة القدرة على مواجهة أي أزمات في توفير الدولار في السوق المصرية.
تعمل السعودية على تحقيق الأمن الدوائي من خلال توطين نحو 200 دواء، وقد بدأت بالفعل بتنفيذ خطوات لتعزيز هذه الظاهرة. لذا، فإن التوسّع في السوق السعودية يكمن أيضاً في تحقيق الاستفادة القصوى من جاذبية العملية، الأمر الذي يدفع الشركات المصرية نحو إعادة توزيع منتجاتها بأسعار أكثر تنافسية مقارنة بالتصدير من مصر.
أخيراً، يُعتبر الانتقال نحو السوق السعودية بمثابة خطوة مهمة لصناعة الأدوية المصرية، حيث سيمكن الشركات من رفع عوائد تصديرها وتعزيز مكانتها في الأسواق الخليجية والأسواق الآسيوية، مما يعكس القوة والقدرة التنافسية للدواء المصري في مواجهة التحديات العالمية.
اترك تعليقاً