المملكة العربية السعودية تطلق أول بطارية لنظام الدفاع الجوي “ثاد”
في خطوة استراتيجية تمثل نقلة نوعية في تعزيز القدرة الدفاعية للمملكة، أطلقت السعودية أول بطارية لنظام الدفاع الجوي “ثاد”، وهو نظام متطور مصمم لاعتراض الصواريخ الباليستية في جميع طبقات الجو. هذه المبادرة تعكس التزام المملكة بتعزيز أمنها الوطني وحماية مصالحها الحيوية من التهديدات الجوية. تأتي هذه الخطوة بعد اجتياز النظام بنجاح لمراحل الاختبار والتدريب في مركز تدريب قوات الدفاع الجوي بجدة، مما يجعلها جزءًا من منظومة دفاعية شاملة تسعى لمواجهة التحديات الإقليمية المتزايدة.
السعودية تطلق أول بطارية لنظام الدفاع الجوي المتطور
تضمنت الصفقة التي تم الإعلان عنها عام 2019 توقيع اتفاقية عسكرية ضخمة مع الولايات المتحدة تصل قيمتها إلى 110 مليار دولار، والتي تهدف إلى تطوير وتحسين قطاع الدفاع الجوي في المملكة. كما يشمل التعاون مع شركة لوكهيد مارتن تصنيع منصات الإطلاق والبطاريات داخل المملكة، أمر يعكس توجه السعودية نحو توطين التكنولوجيا الدفاعية وتحقيق الاكتفاء الذاتي في هذا المجال. مع أن موعد بدء الإنتاج الفعلي لم يتم تحديده بعد، إلا أن التدريب المكثف للعاملين مستمر، مما يضمن جاهزية النظام لمواجهة أي تهديدات محتملة.
تأتي هذه الخطوة في ظل تزايد التوترات الإقليمية، حيث استخدمت الولايات المتحدة النظام ذاته في إسرائيل خلال الصراع الأخير مع إيران، وتعتبر دول مثل كوريا الجنوبية واليابان وتايوان أيضًا من بين الدول التي تعتمد على هذه التكنولوجيا لحماية نفسها من التهديدات الصاروخية. تظهر أهمية نظام “ثاد” في قدرته الفائقة على اعتراض الصواريخ في الفضاء الخارجي، وهذا يضمن درجة عالية من الأمان لمنشآت البلاد الحيوية.
تعمل المملكة العربية السعودية على تعزيز قدراتها الدفاعية للتصدي لهذه التهديدات المعاصرة، من خلال تطوير أنظمة عسكرية متقدمة تواكب التحديات الراهنة. يجسد نظام “ثاد” الطموح السعودي في بناء قوة عسكرية قادرة على تحقيق الاستقرار الإقليمي، وذلك في مسلسل من التطورات التي تهدف إلى حماية الأمن الوطني وتحسين الاستعدادات العسكرية.
اترك تعليقاً