أزمة الجوع في غزة: سكان المدينة يسقطون مغشياً عليهم في الشوارع

في مشهد يعكس مأساة شعب يعاني من حصار خانق منذ عدة أشهر، حذرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) من أن الظروف في قطاع غزة وصلت إلى مستوى “كارثي”.

أزمة إنسانية في غزة

ذكرت الوكالة في نداء إنساني عاجل، أن العديد من سكان غزة “يفقدون وعيهم في الشوارع بسبب شدة الجوع”. وأشارت إلى أن نظام توزيع المساعدات الحالي “أذل الأسر الجائعة والخائفة والمعدومة، وجردها من كرامتها الإنسانية”. كما أضافت: “لا ينبغي لأي إنسان، في أي مكان، أن يُجبر على اختيار بين الموت وإطعام أطفاله”.
تظهر تقارير الأونروا أن سكان غزة يواجهون ندرة شديدة في الغذاء والأدوية والماء النظيف، كما أُوقفت خدمات العيادات وتقطعت الكهرباء والاتصالات نتيجة نقص الوقود لمدة تجاوزت الشهرين.

معاناة متزايدة في ظل انعدام الأمل

تستمر الأونروا في التأكيد على أن “القمامة تتراكم، والمياه النظيفة شبه معدومة، والمستشفيات أصبحت عاجزة، والناس يموتون بصمت.. كل شيء ينفد.. الوقت ينفد.. الطعام ينفد.. الأدوية تنفد.. الأماكن الآمنة نفدت.. يجب أن يتوقف إطلاق النار الآن”.
وأوضحت الوكالة أن محاولات المدنيين للوصول إلى المواد الغذائية القليلة التي سُمح بدخولها إلى غزة تحولت إلى مأساة إنسانية مفجعة، حيث تم تسجيل حالات إطلاق نار وسقوط مدنيين تحت الشاحنات. وطالبت الأمم المتحدة بإجراء تحقيقات فورية حول إصابة ومقتل الفلسطينيين خلال محاولتهم الحصول على الغذاء.
وفي خضم هذه الكارثة الإنسانية، أكدت الأونروا أن المجتمع الدولي، خلال فترات وقف إطلاق النار القصيرة، أثبت قدرته على توصيل المساعدات الإنسانية بأمان وفعالية داخل القطاع، مشيرة إلى أننا “نمتلك الأنظمة والخبرة والإرادة، وما نحتاج إليه هو فقط الوصول”.
ناشدت الوكالة المجتمع الدولي قائلة: “دعونا نعمل.. يجب إنهاء الحصار فورًا، ويجب إدخال الوقود، ويجب أن يتوقف إطلاق النار الآن”.
تؤكد الأونروا ومنظمات دولية أخرى على أن ما يحدث في غزة ليس مجرد أزمة إنسانية عابرة، بل يمثل انهيارًا متسارعًا في الحياة. الأطفال ينامون جائعين، والمرضى يفارقون الحياة في صمت، والأسر تبحث على لقمة العيش أو مأوى في ركام المنازل. إنه وقت اتخاذ قرارات جريئة، قبل أن ينهار ما تبقى من أمل في إنقاذ الأرواح.
وقد سجلت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان وفاة 613 شخصًا في غزة، بالقرب من قوافل المساعدات الإنسانية ومراكز التوزيع التي تديرها جمعية أمريكية مدعومة من إسرائيل منذ أواخر مايو.
وأفادت المتحدثة باسم المفوضية، رافينا شامداساني، بأن المفوضية لم تتمكن من تحميل أي جهة المسؤولية عن عمليات القتل، لكنها شددت على أن “الجيش الإسرائيلي قد قصف وأطلق النار على الفلسطينيين الذين كانوا يحاولون الوصول إلى مواقع التوزيع”.