السعودية تطلق أول سرية من منظومة «ثاد» لتعزيز قدراتها الدفاعية الجوية

في خطوة جديدة لتعزيز قدرات الدفاع الجوي، قامت السعودية مؤخرًا بإطلاق أول سرية من نظام الدفاع الجوي الصاروخي “ثاد”. ووفقًا لوكالة الأنباء السعودية، جاء هذا التدشين بعد إجراء الاختبارات والفحوصات اللازمة، بالإضافة إلى تنفيذ تدريبات ميدانية مكثفة للقوات المعنية داخل المملكة. تم تنظيم حفل التدشين في معهد قوات الدفاع الجوي بجدة، بحضور قائد قوات الدفاع الجوي الفريق الركن مزيد بن سليمان العمرو، الذي قام بتسليم علم السرية إلى قائد مجموعة الدفاع الجوي الأولى، مما يشير إلى بدء تلك السرية في الخدمة رسمياً ضمن المنظومات الدفاعية للقوات.

تعزيز الدفاع الجوي

يأتي تدشين هذه السرية كجزء من مشروع “ثاد” الدفاعي، الذي يهدف إلى رفع جاهزية قوات الدفاع الجوي وتعزيز قدراتها في حماية الأجواء والمواقع الحيوية، مما يساهم بشكل كبير في تأمين المصالح الإستراتيجية للمملكة. ومن الجدير بالذكر أن قوات الدفاع الجوي كانت قد خرّجت سابقاً السريتين الأولى والثانية من نظام “ثاد” بعد إتمام تدريبات فردية متخصصة في قاعدة فورت بليس بولاية تكساس الأمريكية.

منظومة الدفاع المتكاملة

تشكل منظومة “ثاد” جزءًا حيويًا من أنظمة الدفاع الطائر متعددة الطبقات للجيش الأمريكي، وتعتبر تعزيزًا فعالًا لدفاعات إسرائيل الصاروخية المتطورة. تحتاج كل بطارية “ثاد” إلى نحو 100 جندي لتشغيلها، وتضم ست منصات إطلاق مثبتة على شاحنات، مع ثمانية صواريخ اعتراضية على كل منصة، بالإضافة إلى رادار عالي الأداء. في ديسمبر 2023، قامت شركة لوكهيد مارتن بتسليم نظام “ثاد” لوكالة الدفاع الصاروخي في الولايات المتحدة، وهو النظام الأمريكي الوحيد الذي تم تصميمه لاعتراض الأهداف خارج الغلاف الجوي وداخلها.

تعتبر “ثاد” منظومة دفاع جوية متطورة تم تطويرها منذ عام 2008، ودخلت الخدمة ضمن القوات الجوية الأمريكية لاحقًا. تتميز تلك الصواريخ بسرعتها العالية، حيث تتخطى سرعة الصوت بأكثر من سبع مرات، مما يجعلها من الصواريخ الفرط صوتية القادرة على مواجهة مجموعة متنوعة من التهديدات. تحتوي البطارية على أكثر من 45 صاروخًا يمكن إطلاقها في وقت واحد. كما تعتمد المنظومة على رادارات متطورة للغاية، مما يجعلها بمثابة مركز متكامل للقيادة والتوجيه، حيث تسمح لها بالعمل بطريقة آلية للتعامل مع التهديدات المحتملة، خصوصًا الصواريخ الفرط صوتية.

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *