فرص جديدة للسلام في الشرق الأوسط: تقارب السعودية وإيران يثير اهتمام الصحف العالمية

دور وقف إطلاق النار في غزة في تعزيز السلام بالشرق الأوسط

بحثت الصحف العالمية اليوم في تأثير وقف إطلاق النار في غزة على استقرار المنطقة وتحقيق السلام، مع التركيز على العلاقات الوثيقة بين السعودية وإيران.

وقف إطلاق النار كفرصة لتحقيق السلام الشامل

في مقال نشره الكاتب الأميركي ديفيد إغناتيوس، تم تسليط الضوء على الفرصة النادرة التي يقدمها وقف إطلاق النار في غزة لدفع جهود السلام في الشرق الأوسط. واعتبر إغناتيوس أن إدارة ترامب تسعى لاستثمار هذا الظرف لتعزيز اتفاقيات أبراهام، مما قد يؤدي إلى تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل، بالإضافة إلى تحقيق تفاهمات أمنية مع الحكومة السورية المؤقتة.

وأشار إغناتيوس إلى أن الإدارة الأميركية أكدت موافقة إسرائيل على هدنة لمدة 60 يوماً، وتظهر تقارير عن استعداد حماس للموافقة على ذلك. وفقاً لمصادر عربية، فإن هذه الهدنة يمكن أن تكون خطوة نحو اتفاق أوسع يضم دولًا عربية، والتوجه لإعادة إعمار غزة ونقل السلطة إلى إدارة فلسطينية محايدة، بدعم من دول مثل مصر والأردن وقطر والإمارات والسعودية.

وتناول إغناتيوس إيمان ترامب بفرص تحقيق “صفقة القرن” التي تم الحديث عنها سابقاً، معتبراً أن إنهاء الصراع في غزة يمكن أن يكون الخطوة الأولى نحو شرق أوسط جديد ومستقر.

الحالة الجديدة التي تواجهها حماس، بقيادة القائد عز الدين الحداد، تُعقّد جهود وقف إطلاق النار؛ حيث يُشدد الحداد على ضرورة إنهاء الحرب والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية قبل أي محاولة للإفراج عن الرهائن، مما يعقد المقترحات الأميركية لوقف القتال. يُعد الحداد شخصية صلبة، وقد عُرف بالتزامه بتحقيق “اتفاق شرف” أو التعامل مع الوضع كـ”حرب تحرير”.

بينما تظل الخلافات قائمة، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يصر على ضرورة تفكيك قدرات حماس العسكرية قبل أي اتفاق سلام، مما يجعل القرار المنتظر من الحداد حاسماً لمستقبل المفاوضات.

ترسيخ العلاقات السعودية الإيرانية بعد تصاعد التوترات
في سياق آخر، ذكرت صحيفة فايننشال تايمز أن السعودية تُعزّز تقاربها مع إيران، رغم دعوات إسرائيل والولايات المتحدة لاستئناف عملية التطبيع. وتظهر تقارير أن الرياض تُعتبر تل أبيب قوة مزعزعة للاستقرار في المنطقة، بعد الحرب في غزة والهجمات الإسرائيلية. واعتبرت الصحيفة أن تطبيع العلاقات مع إسرائيل أصبح أمراً محتملاً ولكن مكلفاً للسعودية، خاصة في ظل القلق المحلي من آثار الهجمات الإسرائيلية على الرأي العام.

بالإضافة إلى ذلك، تواصل السعودية عملية التقارب مع إيران من خلال تبادل الزيارات الرسمية ورفع مستويات الحوار. ورغم اعتقاد بعض المسؤولين السعوديين بأن إيران تشكل تهديدًا، فإنهم يعتبرون تل أبيب أكثر إشكالية في أعقاب التصعيد الأخير. وفي ظل هذه الظروف، يبدو أن الرياض تفضل استخدام نفوذها بشكل استراتيجي، مما يدفعها لتأجيل أي خطوات نحو التطبيع حتى تعزيز موقفها الجيوسياسي بشكل أفضل.

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *