الدكتور عبدالله الحيدري وتأثيره في الأدب والنقد السعودي
عندما يتم تناول آثار حسين سرحان الأدبية، أو السيرة الذاتية في الأدب السعودي، أو النقد الأدبي، فإن اسم ضيفنا الدكتور عبدالله الحيدري يتصدر المشهد. الميلاد في محافظة ثادق بمنطقة الرياض، وجائزة الملك سلمان للبحث في تاريخ الأدب بالمملكة، وكتبه التي تجاوزت 23 مؤلفاً، تجسد مسيرته الثقافية التي بدأت بكتابه الأول “أطياف شعبية” في عام 1413هـ وانتهت مؤخراً بكتابه “وجع الكتابة.. دراسات ومقالات” في عام 1446هـ.
المسيرة الأدبية والبحثية للدكتور الحيدري
في هذا الحوار، تطرقنا مع الدكتور الحيدري إلى بداياته في الكتابة والنقد، والأسماء التي ساهمت في تشكيل مسيرته، بالإضافة إلى عمله في مجموعة من المؤسسات الثقافية، ورؤيته لحركة الثقافة في السعودية. فقد بدأ وعيه الثقافي في المنزل من خلال القراءة في مكتبة ابن عمه، قبل أن ينتقل للاحتراف في الصحافة الثقافية كمحرر في جريدة “المسائية” عام 1991، حيث بدأ يتشكل لديه شغف بالكتابة والنقد.
أبرز المؤثرين في حياته الأدبية كان الدكتور إبراهيم الفوزان، الذي أشرف على رسالتي الماجستير والدكتوراه، بالإضافة إلى دور الدكتور محمد الربيع والأستاذ سعيد الصويغ في محفزات مسيرته. أما عن تقييمه للنقد الأدبي في المشهد السعودي، فقد أشار إلى وجود فجوة بين المبدعين والنقاد حالياً، وأنه يعبر عن رؤيته كباحث وليس كناقد، مما يعكس اهتمامه ودرايته بعالم الأدب والنقد.
وفيما يتعلق بدور المؤسسات الثقافية، يرى الحيدري أن الأندية الأدبية تشهد مرحلة تحول مثمرة تعمل على إشراك الشباب. أما بالنسبة للمنتديات الأدبية، فقد عبر عن حنينه للماضي حيث كانت اللقاءات الأدبية أكثر تفاعلاً، لكنه يؤكد على التفاؤل بما تُقدمه وزارة الثقافة من نشاطات جديدة.
في محاور حديثه حول الجوائز الأدبية، اعتبر أن بعضها تفتقر إلى الاستمرارية، لكنه لمس انفراجًا بفضل دعم وزارة الثقافة التي تعمل على تنظيم جوائز متعددة. وفي مجال الرسائل الجامعية، أكد أن هناك رسائل مميزة، لكنه لاحظ ضعفًا في بعضها مقارنةً بمستوى الرسائل القديمة التي تحولت إلى مراجع مهمة في الأدب.
نصح الكاتب والباحث الجيل الجديد من الكتّاب والنقاد بالاستفادة من الخبرات المتاحة، وأهمية العودة إلى المراجع والكُتب. يُظهر الدكتور عبدالله الحيدري من خلال تجربته التقدير للتفاصيل التي تُشكل الأدب والنقد في المملكة، ويترك لنا دروسًا قيمة في مجال البحث والكتابة.
اترك تعليقاً