حادث مأساوي يضرب المنوفية راح ضحيته 18 فتاة وسائق
“كان الموت ينتظرهما على الطريق” بهذه العبارة عبّر والد إحدى الضحايا عن حزنه الشديد أثناء وداعه لابنتيه في جنازة مأساوية، حيث وقع حادث مفجع على الطريق الإقليمي بمحافظة المنوفية، أسفر عن وفاة 18 فتاة وسائق ميكروباص بينما كن في طريقهن للعمل في مزارع العنب.
في قرية شنوان التابعة لمركز أشمون، سادت أجواء الحزن بين الأهالي، وتحولت الشوارع إلى سرادقات عزاء بسبب هذا الحادث الأليم. لم يستوعب الأهالي أن بناتهم قد خرجن صباحًا من منازلهن لكسب لقمة العيش، ليكتشفوا أنهن لن يعودن مرة أخرى.
قال والد الفتاتين، أسماء وسمر: “بناتي كن يعملن لدعمنا، كانت أسماء تدخر المال لتهيئة زواجها، وسمر كانت تعتني بشؤون المنزل. حدث ما لم نكن نتوقعه، ودفنت الفتاتين جنبًا إلى جنب”.
وفي زاوية أخرى، كانت إحدى الأمهات تطلق العنان لدموعها، وقد تحدثت بصوت خافت، قائلة: “كانت ابنتي تستيقظ في الساعة الرابعة صباحًا، تتأهب للنزول إلى العمل وتعود في نهاية اليوم في حالة تعب شديد”.
تسرد الكثير من الأسر قصصًا مؤلمة مشابهة، وكيف كانت الفتيات يسعين بجدّ لمساعدة أهلهن في تحمل أعباء الحياة، وكان الحادث بمثابة صدمة كبيرة لكل من عرفهن. فكل واحدة منهن كانت تمثل الأمل والطموح لعائلتها، إلا أن تلك الأحلام توقفت فجأة.
لقد ترك هذا الحادث جرحًا عميقًا في نفوس الجميع، ولا تزال التغيب عن العائلات ملحوظًا بشكل جلي. يتذكر الأهالي اللحظات السعيدة مع الفتيات اللواتي رحلن، حيث تجمعن حولهن في الفرح وفي الحزن، وكان مسكنهن هو مصدر الأمل لكثيرين. فالأماني والطموحات التي حملتها كل واحدة منهن ستظل حية في قلوب الذين أحبّوهن، ولكن فقدانهن شكل مأساة لا تُمحى من الذاكرة.
الحياة ستستمر رغم الألم، ولكن لن يُنسى هؤلاء الفتيات اللواتي ناضلن من أجل تحقيق أحلامهن. لا يزال الأمل يراود الأمهات لعل قلوبهن تجد بعض السكينة في الذكريات الجميلة التي تركتها بناتهن، بينما يتطلعن للمستقبل برغم الصعوبات التي تخللت حياتهن.
اترك تعليقاً