بدء تشغيل نظام “ثاد” للدفاع الجوي في السعودية
دشنت السعودية أول سريّة من منظومة “ثاد” للدفاع الجوي الصاروخي، ما يعزز جاهزية قوات الدفاع الجوي بالمملكة، حسبما أفادت وكالة الأنباء السعودية. تأتي هذه الخطوة في إطار تنمية القدرات الدفاعية للمملكة في ظل تصاعد مخاطر الصواريخ في المنطقة، خاصة في ضوء التوترات الأخيرة بين إسرائيل وإيران.
ويرى الخبراء أن توطين منظومة “ثاد” يمثل خيارًا استراتيجيًا في حد ذاته، حيث يزيد من أهمية حماية الأمن القومي السعودي من جميع المخاطر، مهما كان مصدرها. فبالرغم من بناء الثقة مع الكثير من القوى الإقليمية، بما في ذلك إيران، فإن هناك تهديدات أكبر تتمثل في الميليشيات المسلحة التي تمتلك صواريخ متطورة، مثل الحوثيين في اليمن وبعض جماعات الحشد الشعبي في العراق.
استراتيجيات الدفاع الجوي بالمملكة
يعمل السعوديون على الإسراع في إرساء حملة التطوير الخاصة بمنظومة “ثاد” في ظل ذكرى الهجمات التي استهدفت المنشآت النفطية في أبهاء عام 2019، والتي لم تستطع الدفاعات الحالية التصدي لها بشكل فعال. لذا، يُنظر إلى التركيز على تطوير منظومة “ثاد” كاستجابة طبيعية لتلك التحديات.
تعتبر منظومة “ثاد” واحدة من أكثر أنظمة الدفاع الجوي تطورًا على مستوى العالم، حيث تتميز بقدرتها على اعتراض الصواريخ الباليستية في الطبقات الجوية العليا، مما يعزز من مستوى حماية المملكة من التهديدات الإستراتيجية المتقدمة. تحتوي المنظومة على منصة متنقلة تستخدم لحماية الصواريخ وإطلاقها، ومرونة في إعادة التحميل.
كما تسلم قائد مجموعة الدفاع الجوي الأولى علم السريّة جديدة خلال احتفال في معهد قوات الدفاع الجوي في جدة، مما يشير إلى دخولها الخدمة رسميًا. وقد تم بالفعل تخريج السريتين الأولى والثانية من نظام “ثاد” بعد استكمال التدريب المتخصص في الولايات المتحدة.
في عام 2017، أبرمت المملكة اتفاقية مع الولايات المتحدة للحصول على سبع بطاريات من نظام “ثاد” للدفاع الصاروخي، بالإضافة إلى مجموعة من المنصات والصواريخ والرادارات بتكلفة إجمالية تبلغ 15 مليار دولار. تحتوي كل Battery على ست منصات إطلاق محمولة على شاحنات، وبتفاصيل تشغيلها تحتاج إلى حوالي 100 جندي لتشغيلها.
تسعى المملكة إلى توطين 50 في المائة من الإنفاق العسكري بحلول عام 2030، مع تكثيف جهودها لتطوير الصناعات العسكرية المحلية، حيث بدأت شركات سعودية في إنتاج طائرات مسيّرة ضمن هذه المبادرات.
مع قدرة رادار “ثاد” على تتبع الأهداف والتحكم في الإطلاق، تواصل المملكة تعزيز موقعها في مجال الدفاع، حيث تُظهر هذه الخطوات التزامًا قويًا بحماية أمنها القومي والقدرة على الرد على التهديدات بشكل فعال.
اترك تعليقاً