استخدام حبوب منع الحمل وتأثيرها على سرطان الكبد
أظهرت دراسة حديثة أن النساء اللواتي يعتمدن على حبوب منع الحمل لا يواجهن زيادة في خطر الإصابة بسرطان الكبد. هذا الاكتشاف يأتي في وقت كانت فيه الدراسات السابقة تشير إلى احتمال وجود رابط بين حبوب منع الحمل المركبة، التي تحتوي على هرمون الإستروجين، وتطور الأورام في الكبد. إذ كان يُعتقد أن الإستروجين قد يؤثر على نمو بعض الخلايا السرطانية.
حبوب منع الحمل وعلاقتها بالصحة
بيد أن دراسة جديدة، تمتاز بشموليتها، قد شملت أكثر من 1.5 مليون امرأة في المملكة المتحدة، وأشارت إلى أن العلاقة بين استخدام حبوب منع الحمل وسرطان الكبد ضعيفة أو غير موجودة. وقد نشرت نتائج هذه الدراسة في مجلة The Lancet Oncology، حيث أكدت على عدم وجود أي علاقة واضحة بين العوامل المذكورة.
يُعتبر سرطان الكبد حالياً ثامن أكثر أسباب الوفاة بسبب السرطان في المملكة المتحدة، حيث يسجل هذا المرض حوالي 5800 حالة وفاة سنوياً، مقارنة بـ2200 حالة في أواخر التسعينيات. هذا المعدل يجعل سرطان الكبد واحدًا من الأسرع ارتفاعاً في نسب الوفيات. ومع توقعات مؤسسة Cancer Research UK، فإن سرطان الكبد قد يصبح سادس أكثر أسباب الوفاة بسبب السرطان بحلول عام 2040، وقد ارتفعت معدلات الإصابة به بنسبة 86% بين الفئة العمرية 25-49 عاماً منذ التسعينيات.
في سياق الدراسة، قام الباحثون بتحليل بيانات من 23 دراسة سابقة بالإضافة إلى بيانات من دراسة البنك الحيوي البريطاني التي شملت أكثر من مليون امرأة. وقارنوا بين النساء اللواتي استخدمن حبوب منع الحمل وغيرهن، مع تسجيل 5400 حالة إصابة بسرطان الكبد عبر كافة الدراسات. وقد أشار الباحثون إلى وجود دليل ضعيف على زيادة طفيفة في خطر الإصابة بسرطان الكبد (6% لكل 5 سنوات من الاستخدام) عند النساء اللواتي استخدمن الحبوب لفترات طويلة، لكن هذا الارتباط قد يكون ناتجاً عن عوامل أخرى مثل الإصابة بالتهاب الكبد B أو C، والتي تعد عوامل خطر رئيسية لهذا النوع من السرطان.
تشير الإحصاءات إلى أن 25% من حالات سرطان الكبد في المملكة المتحدة ترتبط بالسمنة، و20% بالتدخين، وواحد من كل 14 حالة ترتبط بإدمان الكحول. وفقاً لأحدث بيانات هيئة الصحة الوطنية (NHS)، تم صرف نحو 3 ملايين وصفة طبية للحبوب المركبة و4 ملايين للحبوب التي تحتوي على البروجستيرون فقط، حيث تستخدم ربع النساء بين 15 و49 عاماً إحدى هذه الأنواع من الحبوب.
تعمل حبوب منع الحمل عن طريق منع المبايض من إطلاق البويضات، وزيادة سماكة المخاط العنقي، وتقليل بطانة الرحم، مما يمنع وصول الحيوانات المنوية أو انغراس البويضة. تُعتبر هذه الحبوب فعالة بنسبة تتجاوز 99% عند استخدامها بشكل صحيح، لكن الأخطاء في الاستخدام مثل نسيان تناول الجرعات أو الإصابة بالغثيان قد تزيد من احتمالية حدوث الحمل بنسبة 9%.
تتضمن الآثار الجانبية المعروفة للحبوب الشعور بالغثيان، ألم الثدي، تقلبات المزاج، والصداع، بينما يزعم البعض أنها تؤدي إلى زيادة الوزن بسبب احتباس السوائل أو زيادة الشهية، إلا أن هيئة الخدمات الصحية البريطانية تؤكد عدم وجود دليل يربط حبوب منع الحمل بزيادة الوزن.
اترك تعليقاً