الذكاء الاصطناعي في إدارة الطاقة
مع زيادة الطلب على الطاقة وأهمية الاستدامة في منطقة الشرق الأوسط، ظهرت حلول تعتمد على الذكاء الاصطناعي بدلاً من توسع البنية التحتية. هذه الحلول تمنح الأسر والشركات القدرة على السيطرة على استهلاك الطاقة والتكاليف وانبعاثات الكربون، والتكيف مع آثار تغير المناخ. أصبح الذكاء الاصطناعي، الذي كان يُعتبر فكرة مستقبلية، أداة هامة لتحسين إدارة الطاقة وضمان الاستدامة.
الحلول الذكية في قطاع الطاقة
مع ازدياد استخدام الطاقة الشمسية وارتفاع تكاليف الكهرباء وتوسع استخدام السيارات الكهربائية، دخلت مجموعة «شور فلو» للطاقة، القائمة على الذكاء الاصطناعي، إلى منطقة الخليج. هذه الشركة، التي تأسست في المملكة المتحدة وتعمل على تعزيز وجودها في دبي، أصبحت رائدة في مجال الابتكار التكنولوجي، مقدمةً ثورة جديدة في كيفية تعامل الشرق الأوسط مع قضايا الطاقة. ويشير سيباستيان دوي، الرئيس التنفيذي للشركة، إلى أنهم لا يقتصرون على رقمنة المرافق بل يسعون لتمكين المستخدمين من اتخاذ قرارات ذكية من شأنها تقليل الهدر قبل بدايته. حالياً، تستهدف شركتهم أساساً شركات التأمين في بلجيكا وفرنسا والمملكة المتحدة، لكنهم تلقوا طلبات عديدة من مجالات أخرى تتعلق بمرافق الكهرباء والغاز والمياه، بالإضافة إلى المركبات الكهربائية والطاقة الشمسية.
تستخدم مجموعة «شور فلو» نظاماً لمراقبة تدفقات الطاقة والمياه والغاز بدقة، مما يساعد على تقليل البصمة الكربونية. كما تقوم بتحليل أنماط الاستهلاك وتحذير المستخدمين من أي هدر محتمل. سواء كان الأمر متعلقاً بتحسين تكييف الهواء أو شحن السيارات الكهربائية، فإن أهداف الشركة تتعلق بجعل الفواتير أقل والبيئة أكثر استدامة بالنسبة للمستهلكين والشركات.
تأسست شركة «شور فلو» عام 2022، وتعتبر رائدة في مجالات الابتكار، وقد قامت بالتحول الاستراتيجي لإنشاء مركز بحث وتطوير في دبي، مما يؤكد طموحها في أن يصبح الشرق الأوسط مركزاً رئيسياً للحلول المستدامة. يوفر موقع دبي، الذي يتميز بالموارد البشرية الماهرة ونظام قانوني متطور، بيئة مثالية لنمو هذه المبادرات. الطبقة العليا من المبتكرين تؤكد أن دبي ليست مجرد منصة لتجربة الأفكار الجديدة، بل مكان يتم فيه ابتكار الحلول نفسها.
تقدم شركة «شور فلو» خدماتها في أوروبا، ولكنها الآن تحظى باهتمام كبير من شركات الطاقة الشمسية ومرافق المياه في الإمارات. ليس المنتج الذي تقدمه مجرد جهاز بيئي، بل هو أداة فعالة لتقليل فواتير الطاقة، مما يجعله حلاً تنافسياً في سوق يولي اهتماماً متزايداً لمشاكل الطاقة. يعتمد المطورون الذكيون على تطبيق «شور فلو»، باعتباره خياراً مميزاً يحسن من فعالية استهلاك الطاقة.
لا تقتصر شركة «شور فلو» على بيع الأجهزة، بل تقدم استراتيجيات جديدة لتحسين استخدام البيانات وتوظيف الذكاء الاصطناعي كوسيلة لخفض النفايات والتكاليف وانبعاثات الكربون. ومع وجود براءات اختراع جديدة في مراحل الإعداد وعقد شراكات في الخليج وأوروبا، تواصل الشركة تحسين مفهوم إدارة المرافق. بينما تثير الابتكارات التقنية المخاوف من التغييرات، تسعى «شور فلو» إلى تعزيز كفاءة الطاقة بدلاً من استبدال البشر، حيث تُعتبر مهمتها تسهيل عملية إدارة الطاقة، مع التأكيد على أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يدعم القرارات ويساهم في التوفير الفعلي.
اترك تعليقاً