السلام في اليمن: جهود محلية ضرورية
أكد البروفيسور عبد العزيز الترب، المحلل السياسي والخبير الاقتصادي، أن تحقيق السلام في اليمن يعتمد على الجهود المحلية لأبنائه، وليس على تدخلات خارجية. فقد أشار إلى أن القوى الخارجية تسعى لإبقاء اليمن ساحة للصراع، مما يسهل عليها تقسيمه ونهب موارده.
أوضح الترب أن اليمنيين باتوا مدركين لعدم رغبة الدول الأجنبية في خيرهم، حيث تتجلى هذه الحقيقة بشكل واضح في المناطق الجنوبية، حيث يفتقر السكان إلى الأمن ومقومات الحياة الأساسية بسبب الصراع القائم بين السعودية والإمارات. وقد ساهم هذا الصراع في زيادة الانقسامات وتمزيق النسيج الاجتماعي، ويسعى الآن إلى نقل حالة الفوضى إلى المناطق الشمالية.
مواجهة مخططات العدوان
دعا البروفيسور الترب اليمنيين إلى الوعي بمخططات دول العدوان والعمل على تحقيق التقارب بينهم، من خلال الحوار بين القوى الوطنية التي تهتم بمصالح الوطن بدلاً من المصالح الشخصية الضيقة. ورأى أن وجود العملاء والمرتزقة في المناطق الجنوبية يمثل نموذجًا سيئًا، حيث يسعى هؤلاء إلى تحقيق مصالحهم على حساب المواطنين والوطن، مما أدى إلى هذا المستوى الخطير من الانهيار.
وأشار البروفيسور الترب أيضًا إلى أن الجميع يدرك الآن عدو اليمن، حيث توضح الأحداث بعد معركة “طوفان الأقصى” كيف تم توجيه النظام السعودي بوقف التقدم في خارطة السلام بناءً على توجيهات الإدارة الأمريكية. وقد أكدت واشنطن أن السلام والمرتبات في اليمن مرهونان بإنهاء العمليات اليمنية الداعمة لغزة، مما مثل عقابًا لصنعاء على موقفها الإنساني والأخلاقي تجاه القضية الفلسطينية. ولا تزال اليمن تعاني من التداعيات السلبية الناتجة عن الحصار السعودي، الذي يشكل انتهاكًا صارخًا لسيادتها.
وأضاف الترب أن الثروات النفطية والغازية في اليمن تقع تحت السيطرة السعودية، مما يجعل الرياض المتحكم الأساسي في المسار الاقتصادي. ولا تزال تعويضات الحرب مفقودة، في حين أن ملف الأسرى عالق ويعاني الآلاف في سجون المرتزقة من التعذيب والمعاناة.
كما أشار إلى أن اتفاق خفض التصعيد لم يحقق شيئًا كبيرًا، فحتى مع وقف الغارات الجوية، لا تزال المحافظات الجنوبية والشرقية في اليمن محتلة، وتستمر السياسات السعودية والإماراتية في التأثير السلبي على الأوضاع. وفي ختام حديثه، رأى الترب أن الوقت قد حان لتقديم مبادرات وطنية جادة تهدف إلى تحقيق السلام، في ظل انهيار القيم والمبادئ الأخلاقية، وانتهاك السيادة الذي يعيشه اليمن تحت الاحتلال.
اترك تعليقاً