سلطت صحيفة ديلي ميل البريطانية الضوء على اكتشاف علماء آثار لمدينة مصرية قديمة، تُعرف بإيمت، والتي فقدت منذ 2500 عام. هذه المدينة تقع على بعد حوالي 10 كيلومترات جنوب تانيس في دلتا النيل، وقد كانت مركزًا دينيًا واقتصاديًا حيويًا في القرن الرابع قبل الميلاد. وقد كشفت الحفريات عن بقايا مخازن الحبوب وأقلام حيوانات، بالإضافة إلى مباني احتفالية مخصصة لعبادة الإلهة وادجيت، التي كانت تُعرف برأس الكوبرا. عثر العلماء أيضًا على أبراج سكنية ضخمة تم تصميمها لتلبية احتياجات النمو السكاني المتسارع في المدينة. وصرح الدكتور نيكي نيلسن، عالم الآثار من جامعة مانشستر، أن هذه الأبراج نادرة في أماكن أخرى في مصر، مما يدل على أن إيمت كانت مدينة مزدهرة ذات بنية تحتية معقدة.
اكتشاف المدينة المفقودة
تم اكتشاف المدينة بالتعاون مع جامعة مدينة السادات، حيث استخدم الباحثون تقنية الاستشعار عن بعد لتحديد الآثار القديمة من خلال صور الأقمار الصناعية عالية الدقة. يعتقد علماء الآثار أن إيمت تعود أصولها إلى عام 1550 قبل الميلاد على الأقل، خلال الأسرة الثامنة عشرة، وكانت تعتبر عاصمة منطقتها الإدارية المعروفة باسم نومي. خلال الحفريات، تم الكشف عن بقايا معمارية كثيفة، بما في ذلك معالم مخصصة لمعالجة الحبوب وحظائر الحيوانات، مما يشير إلى نشاط اقتصادي محلي كبير.
عظمة إيمت الحضارية
كما اكتشف الباحثون بقايا كبيرة من الأنشطة الدينية المخصصة لإلهة المدينة وادجيت، حيث كانت تُعبد بطرق متعددة، منها تقديم القرابين. ووجد العلماء مباني تتميز بحوائط سميكة، مما يشير إلى أنها كانت مصممة لاستيعاب عدد السكان المتزايد. ومن بين الاكتشافات قطعة أثرية تُمثل خشخيشة نحاسية جميلة تحمل وجه الإلهة حتحور، بالإضافة إلى تمثال جنائزي يعود إلى الفترة ما بين 664 و525 قبل الميلاد. تزيد هذه الاكتشافات من فهمنا لحياة المصريين القدماء اليومية وتعزز معرفتنا بالمعتقدات المتعلقة بالآخرة. وقد ساهمت الحفريات في تسليط الضوء على الحياة الاجتماعية والثقافية للمدينة في فترة ازدهارها، مما يعكس التغيرات التي طرأت على المشهد الديني والاجتماعي في مصر القديمة.
اترك تعليقاً