مقترح لإنهاء حرب غزة: تعويضات سياسية لصالح إسرائيل في الأفق

مخطط إنهاء الحرب في غزة وتعويضات لإسرائيل

أفادت تقارير صحفية بأن هناك مخططًا قيد النقاش بهدف إنهاء الصراع في قطاع غزة، يتضمن تقديم ما يعرف بـ”تعويضات سياسية” لإسرائيل. يسعى هذا المخطط لتخفيف موقف وزراء اليمين المتطرف في حكومة بنيامين نتنياهو، الذين يُعَرَّف عنهم معارضتهم لأي اتفاق قد يشمل وقف القتال.

استراتيجيات تسوية النزاع

ذكرت مصادر إسرائيلية وأمريكية وخليجية أن هذا المخطط قد يتضمن مفاوضات بين إسرائيل والسعودية حول التطبيع، بالإضافة إلى إمكانية إبرام اتفاق مماثل مع سلطنة عمان، مما قد يتبعه إعلان تاريخي من سوريا بشأن إنهاء العداء مع إسرائيل. هدف هذه التحركات هو تعزيز فرص تمرير أي اتفاق داخل الحكومة الإسرائيلية، خاصةً أمام وزراء اليمين المتطرف الذين قد يضغطون على نتنياهو لعدم منح الموافقة على إنهاء النزاع.

حتى الوقت الحالي، لم تصدر أي تعليقات من الدول المذكورة أو من حركة حماس على هذه التقارير. وفقًا لما أوردته الصحيفة، قد يتضمن المخطط إطلاق سراح عشرة أسرى إسرائيليين في المرحلة الأولى، تليها مفاوضات غير مباشرة حول المبادئ العامة لإنهاء الحرب خلال فترة الهدنة.

تهدف هذه الخطوات إلى تقليل مدة التفاوض وتفادي انهيار المحادثات والعودة إلى التصعيد. في نهاية العملية، يُنتظر أن يتم الإعلان عن انتهاء الحرب بين إسرائيل وحماس، مع استكمال إطلاق باقي الأسرى لاحقًا. ويتضمن المخطط أيضًا تقديم تنازلات من جانب حماس، بما في ذلك نفي كبار قادتها من غزة، وإنهاء حكمهم في القطاع، وتسليم الإدارة المدنية لتحالف من الدول العربية التي ستقوم بإعادة إعمار المنطقة.

بينما أبدت الدول العربية دعمها لإعادة بسط السلطة الفلسطينية لسلطتها في غزة، يُظهر نتنياهو معارضة لأي دور للسلطة هناك. ومن جهة أخرى، ترفض حركة حماس العروض التي تتضمن تخليها عن سلاحها أو مغادرة البلاد، حيث يعتبر القادة هذا السلاح رمز مقاومة.

علاوة على ذلك، يُشير التقرير إلى أن قطر أبلغت قيادة حماس بأن الموافقة على المخطط ستؤدي إلى إنهاء الحرب، وأن الولايات المتحدة قدمت تعهدات لضمان تنفيذ الخطة ومنع أي انتهاكات من قبل إسرائيل بعد إطلاق الأسرى الأوائل. ولكن لم تُصدر الدوحة تصريحًا بهذا الشأن.

تسعى إسرائيل للحصول على ضمانات تمكنها من استئناف العمليات العسكرية في حال فشل المفاوضات بعد المرحلة الأولى من الاتفاق. وذكرت مصادر رسمية أنه خلال الفترة الحالية، هناك اتصالات مكثفة مع الإدارة الأمريكية بشأن هذا المخطط، استعدادًا للزيارة المرتقبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي إلى واشنطن.

على الرغم من استعداد حركة حماس للإفراج عن الأسرى الإسرائيليين مقابل إنهاء الحرب والانسحاب من غزة، فإن نتنياهو يتجنب الاستجابة لمطالبها مشتطين بشروط جديدة تتركز على نزع سلاح الفصائل الفلسطينية، ويبدو أنه يرغب في صفقات جزئية لضمان استمرار الصراع.

منذ السابع من أكتوبر 2023، تواصل إسرائيل هجماتها في غزة، محدثة دمارًا واسعًا في صفوف المدنيين، رغم المناشدات الدولية للتراجع عن ذلك. وأفادت تقارير بأن الحرب أسفرت عن مقتل وجرح أكثر من 191 ألف فلسطيني، بالإضافة إلى تشريد مئات الآلاف في ظل ظروف مأساوية. تسلط هذه الأوضاع الضوء على حجم المعاناة الإنسانية والمخاطر المستمرة في المنطقة.

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *