موجات الحر غير المسبوقة في أوروبا
تواجه القارة الأوروبية حاليًا موجات حر غير مسبوقة، مما أثار تحذيرات صحية واسعة النطاق وقلقًا من احتمالية اندلاع حرائق الغابات نتيجة للحرارة المرتفعة. وقد أبرزت صحيفة “الجارديان” البريطانية هذه الظاهرة من خلال تقرير يتناول تأثيراتها على البلدان الأوروبية.
ارتفاع غير عادي في درجات الحرارة
سُجلت في إسبانيا درجات حرارة قياسية وصلت إلى 46 درجة مئوية، في حين وضعت معظم المناطق في فرنسا تحت حالة تأهب من الدرجة الثانية لمواجهة هذه الظروف المناخية القاسية. ومن الجدير بالذكر أن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، أشار في مؤتمر عقد بمدينة إشبيلية الإسبانية إلى أن الحرارة المرتفعة أصبحت واقعًا جديدًا، حيث لم يعد هذا التغير المناخي حدثًا نادرًا. كما تناول دور التلوث الناتج عن الوقود الأحفوري كعامل رئيسي في تفاقم الأزمة المناخية الحالية.
بينما في البرتغال، تم تسجيل حرارة تصل إلى 46.6 درجة مئوية في بلدة مورا شرقي لشبونة، مما قد يجعله أعلى رقم يُسجل في التاريخ لشهر يونيو. وعملت توقعات الأرصاد في مدينة إشبيلية على الإشارة إلى أن درجات الحرارة ستظل فوق 40 درجة مئوية خلال الأيام الثلاثة القادمة، مما يطرح خطرًا على الصحة العامة خلال ساعات المعدلات العالية، حيث تتوقع درجات حرارة ليلية لا تقل عن 25 درجة مئوية. هذه الفروقات الحادة في درجات الحرارة دفعت الأطباء إلى التحذير من تأثيرها الضار المحتمل على الجسم البشري.
وفي إيطاليا، تم إعلان حالة تأهب قصوى في 21 مدينة من أصل 27 يوم الأحد الماضي، مما أدى إلى تسجيل زيادة بنسبة 20% في عدد حالات الدخول إلى المستشفيات في المناطق الأكثر حرارة، مثل توسكانا. وقد تم نصح السكان بعدم مغادرة منازلهم خلال ساعات الذروة من الساعة 11 صباحًا حتى 6 مساءً. في فرنسا، أصدرت هيئة الأرصاد الجوية تحذيرات من المستوى البرتقالي تشمل 88% من المناطق الإدارية، وهو ما اعتبرته وزيرة البيئة بأنه ظرف غير مسبوق. كما أُغلقت حوالي 200 مدرسة كليًا أو جزئيًا يومي الاثنين والثلاثاء نتيجة لهذه الظروف القاسية.
كما لم يكن شمال أوروبا بمنأى عن هذه التأثيرات، حيث حذرت هيئة الأرصاد الألمانية من خطر اندلاع حرائق الغابات بسبب الحرارة المرتفعة والجفاف. تمثل هذه الظروف تحديًا كبيرًا أمام الدول الأوروبية في محاولتها لمواجهة الظواهر المناخية القاسية، وتستلزم اتخاذ تدابير عاجلة لحماية الصحة العامة والبيئة.
اترك تعليقاً