انطلاق برنامج ‘ساهم’ الوطني لمكافحة السمنة في المملكة عبر الاجتماع الافتتاحي

برنامج ساهم لمكافحة السمنة في المملكة

انطلقت في العاصمة الرياض فعاليات برنامج “ساهم”، وهي إحدى المبادرات الوطنية المتميزة التي تهدف إلى مكافحة داء السمنة في المملكة العربية السعودية. جاء ذلك خلال الاجتماع الافتتاحي الذي عُقد في فندق كراون بلازا الرياض، حيث حضره مجموعة من القيادات الصحية والممارسين الصحيين وممثلي وسائل الإعلام. يهدف برنامج “ساهم” إلى تسليط الضوء على السمنة بوصفها مرضًا مزمنًا يتطلب تدخلًا طبيًا شاملاً يتجاوز المفاهيم التقليدية التي تعتمد على لوم الأفراد. يسعى البرنامج لبناء منظومة صحية متكاملة تعزز من الوقاية والتشخيص المبكر، وتقدم خيارات علاجية فعالة مبنية على الأدلة العلمية، بالتوازي مع جهود توعية مجتمعية مستدامة.

مبادرة وطنية لمكافحة السمنة

شهد الاجتماع مشاركة واسعة من الصحفيين من مختلف وسائل الإعلام، بالإضافة إلى عدد من المتحدثين البارزين مثل سعادة الأستاذ الدكتور عبد الرحمن الشيخ، والدكتور سعود السفري، والدكتور علي الشهري. وأشار الدكتور سعود السفري، الذي يشغل منصب استشاري الباطنة ورئيس أقسام الغدد الصماء والسكري بمستشفيات القوات المسلحة، إلى أن برنامج “ساهم” يُعتبر مبادرة وطنية تهدف إلى استطلاع آراء الممارسين الصحيين، وخاصةً أطباء الرعاية الأولية وأطباء الأسرة، من أجل تحديد التحديات التي يواجهونها في التعامل مع مرضى السمنة وتحديد احتياجاتهم التدريبية.
وأوضح الدكتور سعود أن السمنة هي مرض مزمن يتطلب تدخلات متعددة تشمل الوقاية والعلاج والتأهيل، ومن الضروري تأهيل وتدريب الكوادر الطبية على أحدث الأدوات والمعايير العلمية في تشخيص السمنة والتدخل العلاجي لضمان ممارسة موحدة قائمة على الأدلة.
تم خلال الفعالية عرض الخطة التنفيذية للبرنامج والتي تضمنت عدة محاور بارزة، منها تنفيذ أنشطة ميدانية وحملات توعية تستهدف المجتمع، في المدارس وأماكن العمل والمراكز التجارية، بالتعاون مع الجهات الحكومية والخاصة. كما تم تنظيم ورش عمل ودورات تدريبية للأطباء وأخصائيي التغذية والممارسين، لضمان توحيد الممارسات العلاجية وفق أحدث التوصيات العالمية، إلى جانب تطوير محتوى تثقيفي متنوع يتم إنتاجه بالشراكة مع وسائل الإعلام، لضمان وصول الرسائل التوعوية إلى أكبر عدد من السكان.
وأكد المتحدثون أن البرنامج يتماشى مع أهداف رؤية المملكة 2030 في رفع جودة الحياة وتعزيز الصحة العامة وتقليل عبء الأمراض المزمنة. وأبرزوا أهمية الدور الذي يقوم به الإعلام كشريك استراتيجي في تصحيح المفاهيم الخاطئة حول السمنة، وإعادة تقديمها كقضية صحية تحتاج إلى تكاتف مجتمعي وعلمي لنشر الرسائل التوعوية بأسلوب علمي وإنساني. اختتمت الفعالية بمجموعة من التوصيات التي أكدت على أهمية تكامل الأدوار بين الجهات التنظيمية والجمعيات العلمية والممارسين والإعلام، للوصول إلى نموذج وطني ناجح لمواجهة السمنة وتقليل آثارها الصحية والاقتصادية.

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *