فيضان غير متوقع يجرف عائلة مكونة من 17 سائحاً في باكستان – تفاصيل الحادثة

مأساة فيضانات سوات: 18 سائحًا مفقودًا

وقعت مأساة مروعة في منطقة فيزاغات شمال غرب باكستان، حيث جرفت مياه نهر سوات الفائضة مجموعة من 18 سائحًا من عائلة واحدة من مدينة سيالكوت في إقليم البنجاب، وذلك أثناء تناولهم وجبة الإفطار على ضفة النهر خلال رحلة ترفيهية.

كارثة طبيعية تكبد العائلات خسائر فادحة

أسفر الحادث الذي وقع في وادي سوات عن مصرع تسعة أشخاص على الأقل، من بينهم أطفال ونساء، في حين تم إنقاذ أربعة أشخاص، ولا يزال مصير أربعة آخرين غير معروف، مع استمرار عمليات الإنقاذ تحت ظروف صعبة نتيجة التيارات المائية القوية.

وفقا لروايات الناجين، كانت العائلة جالسة على ضفة النهر حوالي الساعة الثامنة صباحًا، وعندما ذهب بعض الأطفال لالتقاط صور سيلفي بالقرب من الماء، حدث ارتفاع مفاجئ في منسوب المياه بسبب الأمطار الغزيرة في المناطق العليا، مما أدى إلى جرف العائلة في ثوانٍ معدودة.

وبثت وسائل التواصل الاجتماعي مقطع فيديو مؤلم يظهر نحو 12 شخصًا، بينهم نساء وأطفال، عالقين على جزيرة صغيرة وسط النهر، وهم يصرخون طلبًا للنجدة بينما تتدفق المياه حولهم بسرعة. وتحدث أحد الشهود عن الكارثة، مشيرًا إلى أن الفيضان جاء بشكل مفاجئ، وأن أسرة الضحايا حاولت إنقاذ الأطفال، لكن التيار الجارف كان أقوى من قدرتهم.

انتقد شهود العيان السلطات المحلية، متهمين إياها بالإهمال نتيجة تأخر وصول فرق الإنقاذ لأكثر من ساعتين، مما أدى إلى تفاقم الوضع وزيادة الخسائر. شارك في عمليات البحث والإنقاذ أكثر من 80 شخصًا من فرق الإنقاذ والجيش الباكستاني والمتطوعين المحليين، حيث تم العثور على تسع جثث، من بينها خمسة أطفال، في حين تمت إنقاذ أربعة أشخاص أحياء حتى الآن. تواجه فرق الإنقاذ تحديات كبرى مع الأجواء السيئة والطقس الصعب، كما أن الفيضانات الناتجة عن الأمطار الموسمية المبكرة أدت إلى محاصرة حوالي 73 شخصًا في عدة مواقع بوادي سوات.

أعلنت هيئة إدارة الكوارث في إقليم خيبر بختونخوا حالة الطوارئ بسبب ارتفاع منسوب نهر سوات إلى 77,782 قدمًا مكعبًا في الثانية في منطقة خوازا خيلا، محذرة من فيضانات شديدة قد تحدث في المستقبل القريب. يُعتبر وادي سوات وجهة سياحية مشهورة في باكستان، حيث يتوجه إليه العديد من السياح سنويًا لتمتعهم بمناظره الطبيعية الخلابة. ومع ذلك، فإن المنطقة معرضة لمخاطر الفيضانات المفاجئة خاصة خلال موسم الأمطار الموسمية الذي يمتد عادةً من يوليو إلى سبتمبر، وقد تفاقمت هذه الفيضانات هذا العام نتيجة تغيرات المناخ.

وفي العام الماضي، شهدت باكستان فيضانات مدمرة دمرت ثلث البلاد ونتج عنها وفاة 1739 شخصًا، مما دفع السلطات لتعزيز تدابير السلامة وإصدار قيود مثل المادة 144 التي تحظر الاقتراب من الأنهار. ورغم هذه التحذيرات، ما زال العديد من السياح يتجاهلون التعليمات، مما يزيد من احتمالية حدوث مثل هذه الحوادث المؤسفة.

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *