جبال طويق: رمز الشموخ والقوة في تاريخ المملكة
لطالما كانت الجبال الشاهقة شاهدة على حضارات وأمم سابقة، تحمل بين طياتها العديد من الرسائل والنقوش التي تجسد وقائع الماضي. وفي السعودية، يمتد جبل طويق كرمز لهمة الإنسان السعودي، طامحًا ليمثل جزءًا مهمًا من الهوية الوطنية والتاريخ العريق، حيث يتجاوز ارتفاعه 800 كيلو متر في منطقة نجد.
عارض اليمامة: تاريخ ومعاني وراء الجبال
تُعتبر سلسلة جبال طويق من أبرز المعالم الجغرافية في الجزيرة العربية، إذ تمتد من رمال الثويرات شمالًا وصولاً إلى الربع الخالي في الجنوب، بطول يصل إلى ألف كيلو متر. ويحيط بهذا الجبل مناطق غنّاء من النخيل والزروع، بالإضافة إلى عدد كبير من الأودية التي تجري في أنحاء متفرقة من السلسلة، مثل وادي حنيفة الذي تقع. عليه مدينة الرياض.
يمتاز جبل طويق بشكل قوس يُمكن رؤيته من الفضاء، وتتميز قممه الحادة بقوة وثبات يعكس روح الإنسان السعودي. يعتبر هذا الجبل محورًا تاريخيًا وثقافيًا، حيث تجمعت حوله حواضر جنوب ووسط نجد منذ العصور القديمة، وسُمي بــ”جبل العارض”، واحتفظ بهذا الاسم حتى في العصور الحديثة. يمثل طويق حاجزًا طبيعيًا بين قرى سدير من الشرق وقرى الوشم من الغرب.
لقد حرص الشعراء على وصف هذا الجبل بمكانته العظيمة، مثلما قال الشاعر الجاهلي عمرو بن كلثوم: “فأعرضت اليمامة واشمخرت”، وشاعر العصر الحديث عبدالله بن خميس الذي وصفه بشكل يحمل الفخر والاعتزاز. وقد عبّر ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عن مكانة هذا الجبل بقوله: “همة السعوديين مثل جبل طويق”، مما يعكس روح التفاؤل والطموح لدى الشباب والشعب السعودي.
أحد المشاريع الواعدة في رؤية المملكة 2030 هو مشروع “القديّة”، الذي يمثل بداية جديدة في مجالات الترفيه والرياضة والثقافة. المشروع يبعد حوالي 45 كيلو مترًا عن الرياض ويتوسط جبال طويق، وقد وضع حجره الأساس الملك سلمان بن عبد العزيز. يهدف المشروع إلى تنويع اقتصاد المملكة وتوفير فرص العمل للشباب.
ستساهم “القديّة” في الناتج المحلي الإجمالي بمبلغ يُقدر بـ135 مليار ريال سنويًا، ويسعى لجذب الاستثمارات المحلية والعالمية، ما سينعكس إيجابيًا على اقتصاد مدينة الرياض بشكل عام. تعتبر “القديّة” مثالًا معاصرًا يتماشى مع تاريخ الجبال العريقة، ممثلة مزيجًا بين التراث والتنمية الحديثة.
بالإضافة إلى ذلك، يُعتبر اسم “طويق” محفورًا في وجدان كل سعودي، فهو يجسد قوة ومشاعر تاريخية وعسكرية وثقافية. وقد تمتد تأثيرات هذا الاسم لتصل حتى الأحياء والمدن والمشاريع الحديثة، مثبتةً مكانته الفريدة في ذاكرة الوطن.
اترك تعليقاً