حزب الله يحتفل بنجاح إيران: كيف ينعكس هذا الانتصار على حساباته المحلية؟

نصر حزب الله في سياق الانتصار الإيراني

صحيح أن “حزب الله” قد ابتعد عن الانخراط في النزاع الإسرائيلي الأمريكي غير المسبوق ضد إيران، لأسباب واستراتيجيات متعددة، منها الأضرار التي خلفتها “حرب الإسناد” الأخيرة في غزة والتي منعته من التورط في أي معركة جديدة، بالإضافة إلى الضغوط الداخلية التي وُجهت له تجنبًا لمزيد من التوتر. ومع ذلك، فإن الحزب يشعر باستثمار عاطفي ووجداني في هذه الحرب منذ بدايتها، على الرغم من عدم مشاركته العسكرية المباشرة، إدراكًا منه أن المخطط كان يستهدف تدمير محور المقاومة برمته، وليس إيران وحدها.

إستراتيجية حزب الله الداخلية

يبدو أن احتفاء “حزب الله” بما اعتبره “نصراً إلهياً مؤزراً” لإيران يعكس اعترافًا لهويته كجزء من المقاومة، رغم الانتقادات بشأن المبالغات في خطابه، مثل الحديث عن “رد صاعق” على التهديدات الأميركية، والذي لم يسفر عن أية نتائج ملموسة. ولكن، يرى بعض المحللين أن هذا الانتشاء يعبر عن محاولة الحزب لإعادة تحريك الأوضاع الداخلية، حيث يعتبر أن هذا النصر قد حال دون تنفيذ المؤامرات التي كانت تُحاك ضد محور المقاومة.

إقرار الحزب بالنجاح الإيراني في تجاوز هذه المعركة يفتح النقاش حول كيفية توظيف هذا النجاح في حساباته السياسية المحلية، لا سيما فيما يتعلق بملف سلاحه الذي عاد إلى الواجهة. وقد يعكس الطرفان المختلفان حول فوز إيران وجهات نظر متباينة، حيث يرى المؤيدون أن إيران قد انتصرت على عدة جبهات، بينما يعتقد الآخرون بأن الخسائر كانت فادحة، لكن عدم سقوط النظام يعتبر نصراً بحد ذاته.

علينا أن نتساءل: كيف سيستثمر “حزب الله” هذا الانتصار لتعزيز موقفه في المشهد السياسي الداخلي؟ الأكيد أن الحزب قد شعر باستعادة جزء من هيبته بعد الحرب الإيرانية، على الرغم من كونه قد واجه تحديات في فقدان بعض الامتيازات السياسية والعسكرية. وبالنظر إلى الضغوط المتعلقة بسحب السلاح، يرى الحزب أن ما إنجازته الحرب الإيرانية أعاد التأكيد على معادلات الردع التي تأثرت سابقًا.

إن موقف “حزب الله” بات أكثر قوة بعد الحرب، خصوصًا أمام محاولات الضغط عليه، وهو يرى أن سلاحه مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالانسحاب الإسرائيلي من الأراضي المحتلة. ومع التصريحات الأخيرة من قبل بعض الشخصيات السياسية، مما يعكس دعوات لتسليم السلاح للجيش اللبناني، تبقى مسألة حصر السلاح تحتاج لتوازن دقيق، بانتظار كيف سيتجاوب الحزب مع التحديات القادمة.

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *