اجتماع أوبك+ المرتقب وتأثيره على إنتاج النفط
يدرس تحالف “أوبك+” إمكانية تمديد زياداته الكبيرة في إنتاج النفط خلال الاجتماع المقبل المقرر في 6 يوليو/تموز، في ظل ضغوط تقودها السعودية، أكبر منتج في التحالف، لتعزيز حصة أعضائه في السوق على الرغم من التحديات الناجمة عن انخفاض الطلب وفرة المعروض. وقد اتفق التحالف، الذي يضم كبار منتجي النفط من داخل وخارج أوبك، على زيادات بمقدار 411 ألف برميل يومياً في الأشهر الثلاثة الماضية، وهو ما يمثل ثلاث مرات من الشروط السابقة المتفق عليها. وكشفت معلومات مؤكدة أن ثمانية من الدول الرئيسية الأعضاء في التحالف على استعداد لاستكشاف إمكانية تمديد هذه الزيادة لشهر أغسطس المقبل.
السعودية، حسب تقارير المندوبين، تدعو إلى الإسراع في استعادة معدلات الإنتاج رغم تراجع الأسعار الذي شهدته السوق في أبريل الماضي، حيث شهدت أسعار النفط هبوطًا ملحوظًا إلى أدنى مستوياتها في أربع سنوات.
تطورات الأسعار والضغط على التحالف
عانت أسعار النفط من تقلبات حادة في الأسابيع الأخيرة، حيث تجاوز خام برنت مستويات 80 دولاراً للبرميل في لندن بعد الهجوم الأمريكي على منشآت نووية إيرانية، ليعود ويتراجع إلى نحو 68 دولاراً بعد الإعلان عن وقف لإطلاق النار بين طهران وتل أبيب.
التغيرات في موقف روسيا، أحد الأعضاء البارزين في التحالف، تُعتبر أيضًا جانبًا مهمًا في المعادلة. بعد أن كانت موسكو تعارض زيادة الإنتاج خلال الاجتماع السابق، فقد بدأت تظهر مرونة أكبر حيال هذا الموضوع. وأفاد نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك بأن قضية زيادة الإنتاج “ستخضع للدراسة” في الاجتماع القادم، في حين أكد الرئيس فلاديمير بوتين أن “الإنتاج يرتفع فقط وفق ما تم الاتفاق عليه في إطار أوبك+”، وذلك في تصريحات من مينسك.
تشمل دوافع الزيادة الحالية في الإنتاج وفقًا للمندوبين مُقابلة التجاوزات من بعض الأعضاء في كميات الإنتاج، وتخفيف الضغوط الأمريكية بشأن الأسعار، ومنافسة النفط الصخري الأمريكي الذي عاد ليشكل تهديدًا لحصص التحالف في الأسواق.
وأكدت حليمة كروفت، كبيرة استراتيجيي السلع في “RBC كابيتال”، أن المنتجين الذين قاموا بخفض الإنتاج بصورة طوعية قد يواصلون ضخ المزيد من النفط “بشكل تدريجي ومتسارع” خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، بالرغم من التراجع الأخير في الأسعار.
اترك تعليقاً