استقرار النظامين في سوريا ولبنان: مفتاح الدعم الإقليمي
تشير التطورات الأخيرة في منطقة الشرق الأوسط إلى تغييرات جذرية في الأوضاع السياسية في كل من سوريا ولبنان. فقد شهدت سوريا نهاية حكم البعث الذي دام لعقود، بينما تأثر حزب الله في لبنان بشكل كبير بانهيار النظام السوري الذي كان يعتمد عليه بشكل أساسي. إن هذه التحولات تمثل خطوة إيجابية نحو بناء علاقات أفضل بين دمشق والدول العربية، خاصة مع دول الخليج، التي شهدت توترات خلال السنوات الماضية. بعد سقوط حكم البعث، أبدت الحكومة السورية الحالية رغبة واضحة في تحسين العلاقات مع الدول المجاورة، وبدأت السعودية في رفع العقوبات المفروضة على سوريا منذ سنوات.
التغيرات الإيجابية في لبنان
في لبنان، جاء انتخاب جوزاف عون للرئاسة بعد سنوات من الفراغ السياسي الذي نتج عن الهيمنة السورية على الحياة السياسية. مع تفكك النظام السوري، بدأت لبنان تستعيد استقلالها السياسي، مما وفر فرصة للشعب اللبناني للاحتفال بتخلصهم من تأثير النظام السابق. قيادة نواف سلام للحكومة اللبنانية، المعروف بعلاقاته القوية مع العديد من الدول العربية والغربية، قد تساهم في خلق جو من الاستقرار المطلوب في البلاد، على المدى القريب والبعيد.
من المهم أن تعمل حكومتا سوريا ولبنان على إعادة الاستقرار وتعزيز العلاقات مع المجتمع الدولي، لا سيما مع الدول العربية. السيطرة الفعلية للحكومة اللبنانية على الأراضي اللبنانية ونزع السلاح من حزب الله سيكونان الخطوة الأولى نحو تحقيق هذا الاستقرار. استمرار وجود أسلحة غير مشروعة بيد حزب الله قد يهدد جهود الحكومة اللبنانية ويعيد فتح الباب أمام تدخلات خارجية.
تلعب الاستقرار السياسي والاقتصادي دوراً محورياً في جذب الدعم الإقليمي لسوريا ولبنان؛ فدول العالم تتجنب تقديم الدعم للحكومات التي تعاني من الاضطرابات الداخلية. هذه المرحلة تمثل فرصة تاريخية لكلا البلدين للتخلص من تأثير بعض القوى الخارجية. إن الالتفات نحو تعزيز الدعم الشعبي للحكومتين الحالية هو العامل الأساسي الذي سيؤدي إلى استقرار حقيقي. بوجود التزام شعبي، يمكن لكل من الشعبين السوري واللبناني التغلب على التحديات الحالية والمضي نحو مستقبل أفضل، بعيداً عن أي تدخلات خارجية.
اترك تعليقاً