معاناة هند من الزواج المبكر وخطف أطفالها
تخرجت هند عبد العزيز من مدرستها الإعدادية “عبد الخالق حسونة” بحي المنتزه في الإسكندرية، وقد ارتسمت الفرحة على وجهها بعد تحقيقها النجاح والتفوق. كانت تسعى لتحقيق حلمها في الالتحاق بكلية الطب، إلا أن والدها فاجأها بخبر صادم: “جهزي نفسك للزواج.. جايلك عريس”. صدمت هند من تصريحات والدها التي كانت كالصاعقة، إذ أخبرها أنه سيتزوجها لشخص سوداني يكبرها بـ12 سنة، وأنه سيكتب عقد زواجها في السودان.
هند واحدة من آلاف الفتيات اللاتي تعرضن لزواج القاصرات، حيث تصل نسبة الزواج المبكر في مصر إلى حوالي 15% من إجمالي حالات الزواج، وفقًا لتصريحات متخصصة. قرر والدها السفر إلى السودان ليتولى مهمة زواجها بالإجبار، متجاوزًا القوانين التي تحظر زواج الفتيات دون سن 18.
التجربة المريرة مع الزوج
في يوليو 2011، عاد والد هند من السودان بعد إتمام عقد زواجها دون أن تكون لها أي إرادة في الأمر. وعندما أقام والدها أول لقاء بينها وبين زوجها الجديد، انهارت في بكاءٍ مرير. وفقًا لما ذكرته هند، فقد كان زواجها مقابل المال. بعد أقل من شهر، سافرت مع زوجها محمد عبد الله إلى السعودية، حيث بدأت معاناتها الحقيقية.
بعد وصولها، تغير زوجها بشكل جذري، حيث بدأ يعاملها بصورة تعسفية ولا إنسانية، مانعًا إياها من الذهاب لأهلها أو حتى التواصل مع جيرانها. عانت هند من ضغوط نفسية وجسدية كثيرة، ولكنها قررت أن تستمر في تحقيق حلمها بالعلم. علّمت نفسها ولجأت للدراسة بالثانوية، ومن بعدها التحقت بالجامعة وحصلت على شهادة في أصول الفقه.
على الرغم من أن الأمور المالية كانت صعبة والزوج قد توقف عن الإنفاق على الأسرة، إلا أن هند أصبحت أمًا لأربعة أطفال. لم يعد أمامها خيار سوى العمل لدعم أسرتها وبدء حياتها من جديد. ولكن بعد 11 عامًا من الزواج، ووسط معاملة قاسية من زوجها، قررت أخيرًا طلب الطلاق، والذي تم الحكم فيه لصالحها بشكل سريع.
لكن الأمور لم تنته عند هذا الحد، فقد رفض طليقها مساعدتها في رعاية الأطفال. وبأسلوب ماكر، خطط لاختطاف أبنائه وسفرهم إلى السودان. تمكّن طليقها من خداعها وأخذ الأطفال معها دون أن تدرك.
البحث عن الأطفال والأمل في العودة
عادت هند إلى الإسكندرية محطمة بعد أن فقدت أطفالها، معتقدةً أن تعليمها العالي سيمكنها من بدء حياة جديدة. ولكنها واجهت واقعًا مؤلمًا بعدما فقدت أطفالها في ظل صراعات وحروب تدور في منطقة أم درمان بالسودان. كانت بحاجة لتعليم أبنائها وتحسين ظروفهم المعيشية، لكنها وجدت نفسها في رحلة بحث جديدة عنهم.
رغم كل التحديات والمعاناة التي عاشتها بين زواج مبكر وزوج عنيف، لم تفقد هند الأمل في استعادة أولادها. تسعى اليوم جاهدةً للتغلب على كل العوائق، عازمةً على استرجاع ما فقدته، في انتظار ما قد تحمله الأيام لها ولأبنائها.
اترك تعليقاً