تراجع الدولار الأمريكي وتحركات اليورو في الأسواق
تشهد الأسواق الأوروبية يوم الأربعاء تراجعًا في مستويات الدولار الأمريكي في سوق الصرف الأجنبي، حيث ارتفع اليورو مقابل سلة من العملات العالمية، ليحقق مكاسبه لليوم الخامس على التوالي. يأتي هذا الارتفاع مدعومًا بالأجواء الإيجابية التي تسيطر على الأسواق نتيجة لصمود اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران. ويتطلع السوق إلى دلائل قوية بشأن إمكانية تخفيضات الفائدة من قبل البنك المركزي الأوروبي، وسط تراجع احتمالات خفض أسعار الفائدة في يوليو المقبل، وذلك في انتظار مزيد من الإشارات حول سياسة تخفيف النقد الأوروبي خلال النصف الثاني من العام الجاري.
تحركات سعر اليورو
سجل سعر صرف اليورو اليوم ارتفاعًا بنسبة 0.2% ليصل إلى 1.1632 دولار، مقارنة بسعر افتتاح اليوم عند 1.1609 دولار، بعد أن لامس أدنى مستوى عند 1.1604 دولار. ومع نهاية تعاملات الثلاثاء، اختتم اليورو يومه مرتفعًا بنسبة 0.3% أمام الدولار، محققًا رابع مكسب يومي على التوالي، حيث بلغ أعلى مستوى له خلال أربع سنوات عند 1.1641 دولار بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران حيز التنفيذ الفعلي.
بالنسبة للدولار الأمريكي، فقد انخفض مؤشر الدولار يوم الأربعاء أكثر من 0.15%، مما يدل على استمرار خسائره للجلسة الثالثة على التوالي. تأتي هذه التراجعات من جراء انحسار الطلب على العملة الأمريكية كأفضل ملاذ آمن، في ظل استقرار اتفاق وقف إطلاق النار، فضلًا عن تعليقات أقل تشددًا من قبل رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي التي تدعم توقعات خفض أسعار الفائدة خلال النصف الثاني من العام.
وفي هذا السياق، قال فاسيلي سيريبرياكوف، استراتيجي العملات الأجنبية في بنك يو بي إس بنيويورك، إن العوامل الجيوسياسية ومجموعة الاحتياطي الفيدرالي تتنافس على جاذبية الأسواق. وأكد أنه رغم التوترات الشديدة، لم يسجل الدولار ارتفاعات ملحوظة، حيث أدى تراجع حدة تصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي إلى انخفاض القبول على شراء الدولار.
أما فيما يتعلق بالسياسة النقدية الأوروبية، فقد عبرت رئيسة البنك المركزي الأوروبي، كريستين لاجارد، عن اعتقادها بأننا نقترب من نهاية دورة تخفيف السياسة النقدية مع الخفض الأخير للمستويات الحالية لأسعار الفائدة. كما أظهرت مصادر أن هناك تفضيلًا واضحًا بين الأعضاء للحفاظ على أسعار الفائدة دون تغيير في يوليو، وأن الأسواق قللت توقعاتها لخفض الفائدة إلى 25 نقطة أساس بنهاية العام.
باختصار، يشير الوضع الحالي إلى تراجع مستويات الدولار الأمريكي مع صعود اليورو، في ظل الانتظار لصدور مؤشرات اقتصادية تُوضح ملامح السياسة النقدية الأوروبية وأثرها على السوق.
اترك تعليقاً