حرب الـ12 يوماً: من الفائز الحقيقي؟
تمثل أحداث “حرب الـ12 يوماً” التي وصفتها الإدارة الأميركية، درساً تاريخياً يؤرخ للصراع الإسرائيلي الإيراني الأخير. فقد تحملت هذه الحرب طابعاً مفاجئاً، حيث لم تكن النتائج متوقعة بالصورة التي تم رسمها، مما أثار التساؤلات حول الفائز والخاسر بعد انتهاء القتال.
صراع غير مسبوق
بتصريحات متباينة من الجانبين، قامت إسرائيل بالإعلان عن انتصارها في الحرب، مُشيرة إلى تحقيق أهدافها في القضاء على البرنامج النووي الإيراني. من جهة أخرى، شعرت إيران بمشاعر الانتصار أيضا، حيث فتحت جبهات جديدة ووجهت ضربات مؤلمة لإسرائيل، واعتبرت أن رسالتها قد وصلت. لكن مجرد الإشادة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب لكلا الطرفين تشير إلى أن لا فائز حقيقي هنا، فرغم الضغوط، لم يتضح من النتيجة أن أحدهما خرج بانتصار كامل.
الأحداث التي تلت الحرب بدت وكأنها شكلت تحولاً مهماً في العلاقات السياسية في المنطقة. بينما افتتحت جبهات عدة دعماً للقضية الفلسطينية، تبين بوضوح أن القضية الفلسطينية باتت في مأزق حقيقي. بعد مرور عامين من النزاع، بدا أن هناك تراجعاً واضحاً في الاهتمام الدولي بالقضية، فيما يسعى الجميع إلى رسم حدود جغرافية جديدة تهدد حقوق الفلسطينيين.
الأسوأ أنه مع صمت المجتمع الدولي، يتعرض الفلسطينيون لمزيد من الإقصاء، وتكاد حقوقهم تضيع بين التوازنات السياسية. فالأحداث الأخيرة، التي بدأت مع عملية “طوفان الأقصى”، كانت بمثابة خيبة أمل، حيث أصبح بناء الدولة الفلسطينية الموعودة أكثر صعوبة مع الاعتراف الدولي بمخططات إسرائيل.
كما تجنبت بعض الدول، مثل لبنان، الانخراط في الصراع، مما قد يزيد من معاناة الفلسطينيين. إن استمرار الاعتداءات الإسرائيلية وعدم وجود آليات حقيقية للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني قد يؤدي إلى نتائج كارثية في المستقبل.
في ختام حديثنا، يبدو أن الحرب قد أسفرت عن انتصارات وهمية، لتظل القضية الفلسطينية بمأزقها الحالي، حيث تمثل وحدها الخاسر الأكبر في هذا الصراع، مع أمل ضئيل لأفق جديد في منطقة الشرق الأوسط.
اترك تعليقاً