تراجع الدولار الأمريكي في سوق الصرف الأجنبي
في ظل تحسن شهية المخاطرة في الأسواق، شهد اليورو ارتفاعًا في السوق الأوروبية يوم الثلاثاء مقابل مجموعة من العملات العالمية، مواصلًا مكاسبه لليوم الرابع على التوالي أمام الدولار الأمريكي، واقترب من تحقيق أعلى مستوى له خلال أربع سنوات. هذا الارتفاع جاء بالتزامن مع تراجع الدولار بعد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق نار بين إسرائيل وإيران، وهو الاتفاق الذي سيدخل حيز التنفيذ الفعلي اليوم.
تراجعت التوقعات بشأن إمكانية تخفيض أسعار الفائدة من قبل البنك المركزي الأوروبي في يوليو المقبل، حيث ينتظر المستثمرون المزيد من الأدلة حول التوجهات المتعلقة بالتيسير النقدي خلال النصف الثاني من العام الجاري.
تحليل أداء اليورو
شهد سعر صرف اليورو اليوم ارتفاعًا بلغ 0.35% ليصل إلى 1.1614 دولار، بعد أن كان قد بدأ التداول عند مستوى 1.1576 دولار، وسجل أدنى مستوى له عند 1.1574 دولار. انتهت تعاملات يوم الاثنين بارتفاع اليورو بنسبة 0.5% مقابل الدولار، ليحقق بذلك مكسبًا يوميًا ثالثًا على التوالي، وكان قريبًا من أعلى مستوى له منذ نحو أربع سنوات عند 1.1631 دولار.
فيما يتعلق باتفاق وقف إطلاق النار، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن توصل إسرائيل وإيران إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار، حيث من المقرر أن يدخل حيز التنفيذ خلال ست ساعات من إعلانه، وجرى هذا الاتفاق بتنسيق قطري ودعم أمريكي. وعبّر ترامب عن تهانيه لكلا الطرفين، مشيدًا بشجاعتهما وذكائهما، وأشار إلى أن هذا الاتفاق سوف يمنع حربًا مدمرة كانت تهدد المنطقة.
في الجانب الآخر، انخفض مؤشر الدولار بنحو 0.3% يوم الثلاثاء، مسجلًا انخفاضًا لجلسة ثانية على التوالي، مبتعدًا عن أعلى مستوى له في نحو أربعة أسابيع. يأتي هذا الانخفاض في ظل تحسن شهية المخاطرة عالميًا عقب إعلان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، مما أدى إلى تراجع الدولار حتى مع قيام بعض المستثمرين بجني الأرباح.
وأوضح رودريجو كاتريل، كبير استراتيجيي العملات في بنك أستراليا الوطني، أن هذه التطورات تمثل أخبارًا إيجابية للشهية الاستثمارية، مشيرًا إلى الحاجة لمزيد من التفاصيل حول مضمون الاتفاق والشروط المتعلقة به.
من المقرر أن يدلي رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، بشهادته حول تقرير السياسة النقدية نصف السنوي أمام لجنة الخدمات المالية بمجلس النواب. وقد أفادت كريستين لاجارد، رئيسة البنك المركزي الأوروبي، أن هناك ميلاً نحو انتهاء دورة التيسير الأخيرة في ظل أسعار الفائدة الحالية.
أسواق المال قلصت توقعاتها حول تخفيض البنك المركزي الأوروبي لأسعار الفائدة إلى 25 نقطة أساس بنهاية العام، بينما تلقت احتمالية تخفيض الأسعار في يوليو 2023 استقرارًا دون 30%.
نتوقع في “أف اكس نيوز تودي”، أنه إذا كانت تصريحات جيروم باول أقل تشددًا مما هو متوقع، فهذا قد يرفع من فرص خفض أسعار الفائدة الأمريكية مرتين على الأقل في النصف الثاني من هذا العام، مما سيؤثر سلبًا على سعر صرف الدولار أمام اليورو والعملات الأخرى.
اترك تعليقاً